أبها
أكد محللون وخبراء غربيون، أن استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للدفاع عن الأمن القومي، والتي تم الإعلان عن ملامحها مؤخرا، يمكن أن تعيد الحرب الباردة مع المعسكر الشرقي المتمثل في الصين وروسيا إلى الواجهة. يأتي ذلك في وقت ألمحت الإدارة الأميركية عن تبنيها استراتيجية دفاعية جديدة، يقودها وزير الدفاع، جيمس ماتيس، وتتركز على توجيه الحكومة الأميركية، للدخول في مواجهات أكثر شراسة، بالاعتماد على زيادة القوات المحاربة، وزيادة التسليح وتوثيق التعاون الأمني والاستخباراتي مع الدول الحليفة.


وترى مراكز الأبحاث والفكر الأميركية، أن هذا التصعيد في المواجهة، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة، يمكن أن يصطدم مع القوتين الشرقيتين روسيا والصين، واللتين بدأتا بمنافسة العملاق الأميركي في العالم، بعد انفراده بذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأشارت التقارير إلى أن الاستراتيجية الأميركية الدفاعية تهدف في نهاية المطاف إلى استعادة الدور الأميركي في العالم، والتأكيد على القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لواشنطن أمام المنافسين، إلى جانب الحرب على الإرهاب في مناطق متعددة في العالم، وملاحقة التنظيمات المتطرفة. 

أوجه التنافس 

أوضحت التقارير أنه بالرجوع إلى حقبة الحرب الباردة في القرن الماضي، فإن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة كانتا تتنافسان على التسلح العسكري، والإنفاق على العمليات والحروب الداخلية والخارجية، مشيرة إلى أنه في الفترة الحالية أصبح التنافس يتركز في حيازة الأسلحة النووية، والحروب الافتراضية التي تعتمد على القدرات السيبرانية، إلى جانب الاستراتيجيات الجديدة لمواجهة الحروب على الإرهاب.
وكان الوزير ماتيس، قد أشار إلى ذلك، خلال تصريحات له، حيث أكد أن التنافس العالمي يتمحور حول جميع الميادين القتالية، الجوية والبحرية والبرية والإلكترونية. 

قصقصة أجنحة الإرهاب

أكد خبراء استراتيجيون أميركيون لمجلة TIME الأميركية، أن الاستراتيجية الأميركية الدفاعية لن تركز فقط على مواجهة نفوذ الصين وروسيا، وإنما ستركز أيضا على الأنظمة المارقة الداعمة للإرهاب، مثل إيران وكوريا الشمالية والميليشيات الإرهابية الأخرى التي لا تملك دولة ذات حدود جغرافية.
وأوضح الخبراء أن الولايات المتحدة أصبحت تستشعر بأنها هدف رئيسي سواء من قبل الدول المنافسة أو المارقة أو من التنظيمات الإرهابية، أو من القراصنة الإلكترونيين الذين يستهدفون مراكز الأبحاث والمؤسسات الاقتصادية والسياسية والبنى التحتية للدولة.
وطبقا للمحللين، فإن مثل هذه الأخطار يجب أن يتم الاستعداد لها عبر تقوية المراكز الدفاعية المتخصصة، والاستثمار في تقوية التسليح العسكري والاستخباراتي، والتعاون الدبلوماسي مع الدول الحلفاء. 

حلول غير ناجعة

أوضح التقرير أن وجود القوات الأميركية في الخارج ضمن الاستراتيجية التي تم اعتمادها لمحاربة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ليست بالجديدة، وفي المقابل، فإن استراتيجية الرئيس السابق، باراك أوباما المعتمدة على سحب القوات من العراق وأفغانستان ومنطقة آسيا- المحيط الهادئ، لم تؤتِ أكلها، بل زادت من نشاطات الجماعات المتطرفة في اليمن والصومال وليبيا وباكستان، إلى جانب العراق وأفغانستان. وخلصت المجلة إلى أن استراتيجية ترمب الجديدة للأمن القومي، جاءت ضمن الشعار الذي تبنته حملته الرئاسية «أميركا أولا»، وقد تكون عبارة عن رسائل سياسية عوضا عن أنها عسكرية. يذكر أن الإدارات الأميركية السابقة تعلن عن استراتيجيتها للدفاع عن الأمن القومي كل 4 سنوات، فيما كانت آخر استراتيجية أعلن عنها عام 2014 في فترة حكم الرئيس السابق أوباما.

أهمية التسلح الإلكتروني

التأكيد على قوة الأنظمة الإلكترونية في العالم

مواجهة هجمات القرصنة المسببة للكوارث
لجوء التنظيمات المتطرفة للحروب الافتراضية

منافسة القوى الصاعدة 
في أقطار العالم