ابن الديرة

في الألم كما في الفرح، الإمارات، الدولة والفكرة والمشروع، وحلم زايد الذي يحقق المستقبل في الحاضر، كلمة واحدة، مصير واحد، وبيت واحد. تجلى هذا المعنى أمس، منذ الصباح الباكر، يوم تناقلت الأوساط المجتمعية نبأ وفاة والدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة آل نهيان. تجلى المعنى الذي اختزل قلوب الإماراتيين في قلب واحد، ولغة الإماراتيين في لغة واحدة هي أبجدية اللقاء والمحبة، وفيما نعى الفقيدة العزيزة، بأخلص الكلمات والمشاعر، كل من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والشيوخ من أعضاء الأسر الكريمة، كان الشعور ذاته لدى كل مواطن ومقيم، حيث الشيخة حصة أهدت إلى الإمارات والوجود قائدنا الاستثنائي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الامتداد الطبيعي لنهج ومدرسة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبعض غرسه هذه المحبة المتوارثة بين أهلنا في الإمارات وكأنها نظام أو قانون.

الشيخة حصة بنت محمد، التي رافقت عمر الزعيم الخالد منذ البواكير الأولى والنوافذ الأولى، أسهمت في العطاء الإنساني تحت مظلة زايد الخير، وكان بيتها مفتوحاً لأهل الحاجة من أرجاء البلاد كافة، فكان اسمها توأم العطاء والوفاء، ولقد كانت محل اعتزاز مواطني الإمارات الذين أعزتهم، كما كانت محل فخر واعتداد كل امرأة عرفتها على تباعد المنازل والأزمنة، ومنذ العقود المبكرة، أسهمت إلى جانب القائد المؤسس، في تشجيع الأسر المواطنة على التعليم، خصوصاً تعليم البنات، كما أسهمت في تشكيل وعي مجتمع العين وأبوظبي والإمارات، عبر تعاملها الحضاري، رحمها الله، مع القضايا المستجدة، في أول عهد التحولات الكبرى في بلادنا ومنطقتنا على يد زايد الخير، طيب الله ثراه.
بالأمس، شعرنا بمرارة الفقد، وكأن الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان، والدة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والدتنا جميعاً، فهذا هو الحال بالفعل، في الوطن الذي صنع فيه زايد الفرق، وهذا هو الوطن الذي تحول في عهد خليفة إلى الأنموذج الشاهد الذي يحتذى.
رحم الله الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان، وأجزل عطاءها في فسيح الجنان، وأخلص آيات العزاء إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه، وإلى عموم آل نهيان الكرام.
وإذا كانت الشيخة حصة من جيل الأمهات اللواتي وجدن في الزمن الصعب بكل المقاييس، ونجحن أمام تحديات الزمن الصعب، فهي ومثيلاتها يرسمن حلم الأجيال الجديدة من الأمهات وينرن لهن دروب الحياة.