خالد أحمد الطراح

 لا حاجة إلى تناول العمق التاريخي، الذي يجمع شعوب «التعاون» الخليجي ودوله، فهو من البديهيات التي يعلمها الجميع، وكذلك الحال للأخلاق والتقاليد التي اقتدينا بها منذ نشأة دول التعاون الخليجي. ولا شك ان أي اساءة تصدر من البعض، حتى لو لهم مناصب رسمية، فهي لا تمثل دولنا والمجتمع الخليجي بشكل عام، وإنما تمثل انفسهم وضيق الافق في التعبير والتدبير.
زيارة الوزير الكويتي إلى قطر الشقيقة جاءت بتوجيهات رسمية لتقديم الشكر بشأن دور بارز للقيادة القطرية على المستوى الرياضي استفادت منه الكويت، وطناً وشعباً، وكذلك دول المنظومة الخليجية وشعوبها، فالخلاف الخليجي لم ولن يغير الموقف الحيادي للكويت حتى يكتمل رأب الصدع بين الاسرة الخليجية بإذن الله.


تعلمت من واقع خبرة ومن علاقة أخوية مع كل من الامير تركي الفيصل، سفير السعودية الاسبق لدى لندن، وكذلك الشيخ خالد الخليفة، وزير خارجية البحرين والسفير الاسبق لدى لندن، ونخبة من سفراء ودبلوماسيين خليجيين وقطريين أيضا كالأخ العزيز السفير رياض علي الانصاري، ان نعمل خارج وداخل بلداننا كأسرة واحدة يكمل بعضنا بعضا على مختلف المستويات من دون إقحام تباين الآراء في مسيرتنا وتحركنا الدبلوماسي والإعلامي، لكن هناك نفرا منذ اندلاع الخلاف الخليجي – الخليجي ربما رضخ للانفعال وإغراء مؤقت في الفضاء الالكتروني بحثا عن البروز.
القدح سهل جدا من قبل من ارتضى الانزلاق الى منحنى خارج مبادئ التقاليد والعادات الخليجية الرفيعة، لكن الوضع الراهن يحتم علينا كشعوب ودول ايضا الاحتكام إلى العقل ومصالح مشتركة تاريخية ومستقبلية ايضا، خصوصا في ظل تحديات ومخاطر اقليمية خطرة للغاية.
ولعله من الحكمة ايضا عدم اللجوء الى القضاء الكويتي النزيه بحق من اساء قذفا ضد اسر كويتية ترفعا وتفاديا لتعقيدات قد لا تحمد عقباها حتى لو ساحة القضاء الكويتي انتصرت لأشقاء آخرين، فالإساءة إلى أشقائنا في الخليج اساءة لكل بيت وفرد كويتي.
نتمنى من جميع الأطراف احتواء انفعالات البعض، وينبغي تقديم مصالح البيت الخليجي ودوله وشعوبه من اجل وحدة صلبة في مواجهة تهديدات تمس سيادة دول «التعاون» الخليجي.
كما نتمنى تعزيز التحرك الدبلوماسي في استيعاب حكيم لكل ما يمكن ان يعكر صفو علاقات متينة بيننا وبين الاشقاء في السعودية وباقي دول منظومة التعاون الخليجي حتى تتفرغ الدبلوماسية الخليجية في صد المتآمرين والمأجورين والمتربصين.