ياسر صالح البهيجان

 كان ظهور الأمير الوليد بن طلال من مكان إقامته تأكيدًا على حسن تعامل الدولة مع الموقوفين إلى حين اكتمال التحقيقات، وفنّد بصراحة ووضوح الأكاذيب الإعلاميّة التي تبنتها وسائل إعلام معادية للمملكة في المحيط الخليجي والإقليمي والدولي، ومنها أنه يخضع للتعذيب والإهانات وغيرها من الافتراءات المعتادة التي يُراد منها النيل من المملكة، وجميع تلك الأباطيل دُحضت في لقاء لم يتجاوز مدته دقائق معدودة.

الدجل الإعلامي الذي طال إيقاف الأمير الوليد بن طلال لم يكن الأول، سبقه أكاذيب تتصل بالأوضاع الإنسانية في اليمن، رغم حجم المساعدات الإغاثية التي تقدمها المملكة لليمنيين يوميًا، وطرحوا أيضًا علاقة السعودية بأحداث الحادي عشر من سبتمبر مع أن المحاكم الأمريكية ذاتها برأت حكومة المملكة وأكدت عدم صلتها بأي شكل من الأشكال في تلك الحادثة المأساوية، وتلتها افتراءات تخلي السعودية عن القضية الفلسطينية، وفندتها السلطة في رام الله وأشارت إلى أن المملكة من أكبر الداعمين للفلسطينيين وحقهم في أرضهم وعاصمتها القدس المحتلة. الحملة الإعلامية الشرسة ضد المملكة لن تنتهي؛ لأنها لا تنطلق من رؤية مهنية وأخلاقيّة، وإنما تخضع للتمويل المباشر من جهات أظهرت العداء للمملكة قيادة وحكومة وشعبًا، ولكن الدرس الذي من الضروري أن نستفيد منه هو أن وسائل الإعلام المعادية تسعى إلى إثارة البلبلة داخل المجتمع السعودي، والرهان هنا يكون على وعي المواطن وتلاحمه مع القيادة، وإيمانه بأن تلك السخافات الإعلامية لا تتبناها سوى النفوس الدنيئة والمأجورة. نحن في مرحلة شفافيّة في الإفصاح، والقيادة تبنت مبدأ الإعلان الصريح عن أي حدث مهما كانت حساسيته، كما أن سقف الحريّة في إعلامنا المحلي بحسه الوطني مرتفع، لذا لم يعد المواطن بحاجة إلى البحث عن حقيقة داخلية غائبة بواسطة وسائل الإعلام المعادية، والتي لا تقدم سوى التضليل والأكاذيب، والإحصاءات تؤكد بأن الثقة في تلك الوسائل المأجورة تدنت، ومعدل مشاهداتها انخفضت إلى الحضيض. في الإعلام لا يُحترم إلا من يلتزم بالمصداقية والمهنية والأخلاقيات الإعلامية، أمّا من يبيع الوهم والأباطيل على مشاهديه فإنه لا يختلف إطلاقًا عن تلك القنوات التي تستضيف الدجالين والسحرة والمشعوذين.