محمد مراح

انتقد عدد من السياسيين والكتاب والمسؤولين الفلبينيين عبر الصحف ووسائل الإعلام الفلبينية، قرارت الرئيس الفلبيني


رودريغو دوتيرتي بشأن إيقاف إرسال العمالة الى الكويت، على خلفية مزاعم «انتهاكات» تعرض لها عمال فلبينيون، وهو الأمر الذي فندته وزارة الخارجية الكويتية.


«القبس الاكتروني» رصدت مقالات وتصريحات نشرتها كبرى الصحف الفلبينية على غرار «inquirer» و«the philipin star» و«philippine news» و«The manila times» لكتاب فلبينيين ودبلوماسيين، وتصريحات لسياسيين، رداً على قرارات الرئيس بشأن إيقاف إرسال العمالة إلى الكويت، مشددين في تصريحاتهم على أن الرئيس دوتيرتي كان عليه ألا يتسرع في تصريحاته، معتبرين أن تعامل الحكومة مع حالات فردية غير صائب، وكان يفترض قبل الإداء بأي تصريح أن تكون هناك مشاورات حكومية بين وزارة الخارجية الفلبينية والكويتية.

يريد البطولة!


صحيفة «The manila times» نشرت مقالاً للكاتب Francisco s. Tatad، انتقد فيه بشدة قرار الرئيس الفلبيني بشأن سحب العمالة من الكويت، وقال الكاتب في مقاله الصادر أمس: «نعلم أنه في حالة الطوارئ، التي تؤثر على سلامة ورفاه العمال ككل يجوز للحكومة أن تعلق إرسال العاملين الفلبينيين إلى وجهة معينة، حدث هذا في أماكن مثل ليبيا خلال الربيع العربي، ولكن من العبث التهديد باستدعاء جميع العمال الفلبينيين في دول معينة لمجرد وقوع حادث أو حادثين لم تكن للدولة فيه أي مشاركة». 
وأضاف الكاتب في مقاله: «يبلغ عدد سكان الكويت 4.2 مليون نسمة منهم 1.3 مليون كويتي و 2.9 مليون وافد، ومن بين 2.9 مليون شخص، يقدر عدد الفلبينيين هناك بـ 250 ألف شخص، فإن كان هناك عامل فلبيني طرف في أي جريمة سواء كان الجاني أو الضحية، فأول شيء يجب أن تقوم به حكومتنا هو التحقيق وتحديد كل الحقائق قبل الإدلاء بأي بيان».


وتابع الكاتب منتقداً الرئيس: «وباعتباره من السياسيين الشعبيين، أراد الرئيس دوتيرتي على ما يبدو من العمال الفلبينيين الفقراء أن يرونه بطلا لهم، من خلال اتهام الحكومة المضيفة بمعاملتهم اللاإنسانية للعمال المهاجرين الفلبينيين، والتهديد بسحبهم جميعا، وهذا الإجراء يعرض للخطر من دون داع علاقاتنا الممتازة مع حكومة الكويت التي هي شريك وثيق، ولهذا السبب، نأمل في أن يصحح الرئيس قراره هذا أو على الأقل يدلي بتوضيح بشأن تصريحاته للكويت».

رد دبلوماسي 


صحيفة «philippine news» نقلت تصريحاً لدبلوماسي كبير لم تذكر أسمه، أكد فيه: «أنه ليس موافقاً على تعامل الحكومة الفلبينية مع قضية العمالة الفلبينية في الكويت، وأن الرئيس أو أي مسؤول حكومي آخر قد يكون من غير الصواب منه اتخاذ تصريحات متسرعة دون إجراء مشاورات مسبقة مع وزارة الخارجية وحكومة الكويت».


وأوردت الصحيفة أن الدبلوماسي المتقاعد قال أيضاً: «اعتقد أن تعليق وزارة العمل والعمالة لإرسال العمال الفلبينيين بسبب وفاة 4 من عمال الخدمة المنزلية دون الحصول على إيضاح من السلطات الكويتية.. غير صحيح».

بقاء الفلبينيين


صحيفة «inquirer» ذهبت أبعد من ذلك، حين نشرت مقالاً للكاتب Tess E.Manzano، جاء بعنوان «وقف الفلبينيين من المغادرة»، انتقد فيه وبشكل كبير قرار الرئيس الفلبيني الذي دعا العمال الفلبينيين المتواجدين في الكويت إلى العودة إلى بلادهم.


وقال الكاتب: «لقد حدث هذا الأمر من قبل أيام الغزو العراقي للكويت عندما عرضت حكومتنا إعادة العمال الفلبينيين إلى وطنهم، لكن أغلبهم فضلوا البقاء هناك، لقد فضلوا البقاء هناك وعدم العودة إلينا، ألا يشير ذلك إلى انعدام الإيمان والأمل في قادة هذه الأمة».
وأضاف قائلاً:« الرئيس دوتيرتي يطالب العمال الموجودين في الكويت بالعودة، ويعدهم بإيجاد وظائف لهم حتى يبقوا قرب منازلهم.. دعونا نرى كم من الوقت سيستغرق قبل أن ينتهي هذا الأمر، ويتم تجاهل هذه الوعود».


متسائلاً: «هل أجريتم دراسة لنرى كيف يمكن لاقتصادنا أن يصمد إذا ما توقفت التحويلات المالية للعمال المقيمين في الخارج؟»، مضيفاً: «هم يفضلون البقاء هناك وعدم العودة إلى هنا ليعيشوا في فقر».

الثمن الباهظ


صحيفة «the philipin star» نشرت مقالا للكاتبة Ana Marie Pamintuan، بعنوان «الثمن الباهظ» قالت فيه أنه: «في الأيام الأخيرة كانت هناك قضية جديدة أثارت قلق الرئيس دوتيرتي بشأن العمال الفلبينيين في الكويت، ورأينا دعوة الرئيس للعمال بالعودة إلى وطنهم، لكن من الأفضل أن تترافق هذه النداءات ببذل مزيد من الجهود لخلق فرص عمل وفرص كسب عيش مجدية لهؤلاء العمال في الفلبين».

وأضافت قائلة: «البلد الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على تصدير موارده البشرية سيكون له ثمن حاد يدفعه، وعلينا تحسين مواردنا حتى يستطيع الاقتصاد الفلبيني الصمود إذا ما فقد المليارات التي يحولها العمال الفلبينيون الموجودن في الخارج سنويا».

مناشدات جديدة


مجموعة من وكالات التوظيف المرخصة في العاصمة مانيلا حذرت هي الأخرى من حدوث انخفاض كبير فى تحويلات الدولارات قد تصل إلى أكثر من 1.3 مليار دولار، إذا ما قامت الحكومة بحظر إرسال العاملين الفلبينيين إلى الكويت.


وقالت المجموعة في بيان جديد نشرته صحيفة اليوم «Manila Bulletin» أن «الحظر الدائم لنشر العمالة الفلبينية سيضر بعلاقاتنا الودية مع دول الخليج العربية، وليس فقط الكويت، بل البحرين والإمارات وقطر واليمن التي تستضيف معا 1.5 مليون فلبيني تصل تحويلاتهم من الدولار سنويا إلى ما يقارب 28 مليار دولار».


وذكرت الصحيفة أيضاً أن «عائلات 270 ألف عامل فلبيني في الكويت تخشى من استمرار وابل التصريحات التي أدلى بها الرئيس رودريغو دوتيرتي، والتي هدد فيها بسحب كل العمال الفلبينيين من الكويت».

تأكيد كويتي 


جدير بالذكر أن مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير ناصر الصبيح، قد أكد أن وزارة الخارجية لا تتعاطى مع أي تصريحات بشأن ملف العمالة الفلبينية، بل تركز على الجانب المهني من منطلق المعطيات والأدلة الموضوعية.
وقال السفير الصبيح للصحفيين رداً على سؤال عقب مشاركته في ورشة عمل نظمتها وزارة الخارجية بعنوان دور الأسرة والمدرسة في توعية الشباب ونبذ التطرف أنه «لا يوجد حتى الآن ما يؤكد الادعاءات بحق العمالة الفلبينية المتواجدة في البلاد، وأن ما هو موجود لا يزال في حدود المعقول ويحصل في جميع دول العالم».