لطالما أشعلوا الدنيا طرباً وألثت ديمة أغنياتهم ذائقة الفن وآذان السّميعة، ولطالما أبهروا جماهيرهم العريضة التي لم تكن لتتوانى عن دفع المال للاحتفاظ بألبوماتهم وشراء المجلات والصحف لتتبع جديدهم، لكنهم اليوم إن مروا على المشهد الفني مرورا كراماً ومن نافلة الفن لا أكثر، أولئك هم «فنانو الزمن الجميل» ونجوم شباك الثمانينات والتسعينات، الذين لمعت نجومهم، حين كان التواجد صعباً والنجاح معقداً والشهرة إنجازا، ويوم أن كانت تُنتنظر الألبومات لتُشترى نقيض زمن «اليوتيوب» و«تطبيقات الأغاني».

اختفوا، ولم يقترفوا ذنباً ليسقطوا في بئر النسيان والتجاهل، لكن عجلة الفن وتقنياته تجاوزتهم حين آثروا الاحتفاظ بمكانتهم القيمة وصورهم الأنيقة، عزَّ كبرياؤهم الفني أن يتوسلوا الإعلام أو يسوقوا لأنفسهم أو يرضخوا لمعايير الشركات الفنية التي عادة ما تجنح للربحية هنا وتفتش عن الاحتكار هناك.

لا يمكن أن تمر أسماء مثل علي عبدالكريم ومحمد عمر ويحيى لبان ومحمد المسباح وعبدالله رشاد ومحمد البلوشي وفتى رحيمة دون أن نستذكر أغنياتهم، التي نسمع غالبيتها اليوم في الجلسات المصورة وبأصوات فناني الألفية الجديدة وتلقى رواجاً كبيراً وواسعاً، ولايمكن أن لا تطل أعمالهم في المناسبات الفنية السعيدة والحفلات الغنائية بأصوات مطربي الأفراح والاحتفالات، مايعني أنهم رسخوا حضورهم بأعمال مميزة لكنهم اختفوا حين فاتهم قطار التجديد.