وعود ترامب المؤجلة.. والتغير المناخي خطر على الجيش الأميركي

«نيويورك تايمز»

تحت عنوان «كيف يستطيع ترامب الوفاء بعهوده»، نشرت «نيويورك تايمز» يوم السبت الماضي افتتاحية، استهلتها بالقول إن الرئيس دونالد ترامب كان على حق عندما حدد مشكلتين رئيستين، واعتبرهما تحديين يتعين على الأميركيين مواجهتهما هذا العام: إدمان الأفيون، وتآكل البنى التحتية. صحيح أن ترامب كان قد وعد العام الماضي بالتصدي لهذين التحديين، لكنه تقريباً لم يحرز فيهما أي تقدم. وتعتقد الصحيفة أنه ربما يتعامل بجدية أكبر مع الأمر، إذ يتعين عليه وأيضاً على نواب حزبه في الكونجرس إقناع الناخبين بإنجازات الإدارة «الجمهورية» الراهنة قبل انتخابات التجديد النصفي المقرر عقدها في نوفمبر المقبل. وضمن هذا الإطار، كثيرة هي الأفكار الجيدة التي يتعين على البيت الأبيض والكونجرس وضعها في الاعتبار. الصحيفة تطرقت إلى تفاصيل أكثر حول إدمان المواد الأفيونية، فالوفيات الناجمة عن الإفراط في تعاطيها ازدادت، بل تضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة لتصل إلى أكثر من 64 ألف حالة في 2016 ومعظمهم كانوا يتعاطون الهيروين ومواد أفيونية أخرى، وبخصوص ضرورة الاستثمار في البنى التحتية الأميركية، أشارت الصحيفة إلى أن معظم الأميركيين يجمعون على حاجة بلادهم للاستثمار في المواصلات والطاقة والمياه والمرافق العامة، وثمة تقييم أصدرته «الرابطة الأميركية للمهندسين المدنيين» مفاده أن الولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة إنفاقها على البنى التحتية بمقدار تريليوني دولار كي تكون لديها قدرة تنافسية على الصعيد العالمي. وحسب الصحيفة كان ترامب قد أفصح في خطاب «حالة الاتحاد» عن زيادة تمويل الاستثمارات الأميركية في قطاع البنى التحتية بمقدار 1.5 تريليون دولار، لكن هناك تسريبات تقول إن الميزانية الفيدرالية تخصص 200 مليار دولار فقط للاستثمار في هذا القطاع.

«كريستيان ساينس مونيتور»

بعبارة «أفغانستان بالأرقام.. داخل المعركة حول الحقائق»، عنون «سكوت بيترسون» تقريره في «كريستيان ساينس مونيتور» يوم الجمعة الماضي، مستنتجاً أن العنف يتصاعد في المشهد الأفغاني وبوتيرة مكثفة، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين، أي بعد مرور نصف عام على إعلان الرئيس ترامب استراتيجيته تجاه هذا البلد الذي شهد أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، التي تأتي تحت شعار «حارب وانتصر». وحسب الكاتب، تحقق «طالبان» مكاسب على حساب الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. ومقاتلو «طالبان» الآن يهددون 70% من الأراضي الأفغانية، وهي نسبة أكبر مما كانت عليه وقت انسحاب قوات «الناتو» وجزء من القوات الأميركية في 2014. واللافت أن غموض المشهد الأفغاني بدأ يزداد بعد قرار ترامب صيف العام الماضي زيادة عدد القوات الأميركية ببضعة آلاف لتصل إلى 14 ألف جندي لضمان الانتصار، وتم استخدام القوات الجوية بوتيرة غير مسبوقة منذ عام 2010. ونقل الكاتب عن مصدر عسكري أميركي معلومة مفادها أن عدد مقاتلي «طالبان» وصل الآن قرابة 60 ألف عنصر، أي أنه تضاعف ثلاث مرات، حيث كانت قوات طالبان قوامها قبل سنوات 20 ألف مقاتل، ويفسر الكاتب هذه الزيادة بتخفيض القوات الحكومية المدعومة أميركياً عملياتها القتالية ضد «طالبان».

«واشنطن بوست»

في تقريره المنشور بـ«واشنطن بوست» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «البنتاجون تنشر تفاصيل دراسة استقصائية حول تأثير التغير المناخي على المواقع العسكرية»، أشارت «ميسي ريان» إلى تقرير جديد صادر عن وزارة الدفاع الأميركية، يحدد المنشآت العسكرية المعرضة لتداعيات التغير المناخي، التقرير يوثّق الآثار التي قد تسفر عنها الفيضانات وموجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة داخل المنشآت العسكرية الأميركية. التقرير استند إلى بحث استقصائي، أجري للمرة الأولى، حول هذا الموضوع، وتضمن الأحداث التي وقعت في مراكز التدريب الأميركية والمطارات الحربية، وغيرهما من المنشآت العسكرية الأميركية. وحسب مساعد وزير الدفاع لتجهيزات الطاقة والبيئة، فإن تقلبات الطقس تجعل التجهيزات العسكرية غير مستقرة أو تستوجب حلولاً ذات كلفة بشرية عالية وجميعها تداعيات غير مقبولة. وحسب «ريان»، فإن هناك مسؤولين يتشككون في إمكانية وقوع خسائر جراء الفيضانات في المنشآت العسكرية الساحلية مثل قاعدة نورفولك البحرية، ويتشككون أيضاً في تأثير الجفاف وحرائق الغابات على المنشآت العسكرية المنتشرة داخل الأراضي الأميركية. اللافت أن الدراسة التي استند إليها التقرير قد تم إجراؤها إبان إدارة أوباما، وتحديداً في عام 2014، لكن تم تقديمها للكونجرس يوم الجمعة الماضي، ما يعكس مخاوف المسؤولين العسكريين من تداعيات التغير المناخي على الجيش الأميركي وحجم التحديات التي يتعين عليهم مواجهتها في هذه المسألة. الدراسة وجدت أن قرابة 50% من المنشآت العسكرية الأميركية تضررت من جراء التغير المناخي، الذي تمثل في فيضانات وموجات جفاف، التقرير سرد بعض المنشآت التي تضررت مثل الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ميريلاند، التي تأثرت بفيضانات وأعاصير. وأكاديمية القوات الجوية وقاعدة بيترسون الجوية وكلاهما في ولاية كولورادو، وتأثرتا بحرائق الغابات. هذه التداعيات كافية لتعطيل العمل في المنشآت العسكرية، وهذا ما حدث في قاعدة «هومستيد» الجوية الاحتياطية بولاية فلوريدا بعد إعصار إندريو عام 1992، والأمر نفسه عانت منه قاعدة «لانجلي» الجوية في ولاية فرجينيا بعدما ضربها إعصار إيزابيل عام 2003.

«يو إس إيه توداي»

خصص «بجورن لومبورج» مقاله المنشور في «يو إس إيه توداي» أول أمس لرصد مساعي إدارة ترامب تقليص ميزانية البرامج الخاصة بالطاقة المتجددة، وأيضاً برامج تحسين كفاءة استخدام الطاقة، فتحت عنوان «تخفيض ميزانية الطاقة المتجددة يزعزع دور الولايات المتحدة في التصدي للتغير المناخي». نوّه «لومبورج»، وهو رئيس «مركز إجماع كوبنهاجن» وأستاذ زائر بكلية كوبنهاجن للأعمال، إلى أن إدارة ترامب تتجه نحو تقديم طلب للكونجرس من أجل إجراء تخفيضات كبيرة في ميزانية برامج الطاقة المتجددة وبرامج تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، خطوة قد لا تثير سخطاً يفوق ما أسفرت عنه خطوة الانسحاب من اتفاقية باريس للتغير المناخي، لكن الخسارة المحتملة المترتبة على هكذا خطوة تكمن في إلحاق الضرر بجهود الولايات المتحدة في الحد من التغير المناخي، ومن الخطأ تقليص ميزانية البحوث والتطوير المتعلقة بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. الكاتب يقول إن صحيفة «واشنطن بوست» حصلت على وثيقة مفادها أن البيت الأبيض ينوي تخفيض ميزانية البحوث الخاصة بكفاءة استخدام السيارات للوقود في عام 2019 بنسبة 82% وتخفيض ميزانية بحوث الطاقة الحيوية بنسبة 82% وميزانية بحوث الطاقة الشمسية بنسبة 78%، وحسب الكاتب فإن الأموال التي سيتم توفيرها جراء هذا التخفيض ستوجه لقطاع السيارات الكهربائية والمركبات التي تتسم بالكفاءة في استهلاك الوقود، لكن الدعم الحكومي في هذا المجال لا يسفر عن نتائج مهمة في مواجهة التغير المناخي، ذلك لأن «فيث بيوريل» رئيس وكالة الطاقة الدولية تنبأ بأنه بحلول عام 2040، وعندما يتم استخدام 280 مليون سيارة كهربائية في العالم، لن تنخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري إلا بنسبة 1% فقط علماً بأن لدى «بيوريل» قناعة بأن من الخطأ التعويل على السيارات الكهربائية كأداة لحماية المناخ.