فاروق جويدة

دمرت قوى الشر جيش العراق وكان واحدا من أقوى الجيوش العربية وبعد ذلك دمرت الحرب الأهلية الجيش السورى ثم انتقلت المأساة إلى ليبيا ثم اليمن وبقى جيش مصر آخر حصونها ووقف يواجه العاصفة وحده أمام مؤامرات دولية وإقليمية ومحلية، وكان من الضرورى أن تنطلق حشود هذا الجيش لكى تطهر سيناء من عصابات الإرهاب خاصة بعد أن ظهرت أطراف دولية كثيرة تدفع بالمال والسلاح إلى هذا الجزء العزيز من أرض الوطن..

لقد شهدت السنوات الأخيرة عملية تطوير واسعة للجيش المصرى فى كل شىء ابتداء بالتسليح والتدريب والمعدات وانتهاء بدوره فى مشروعات التنمية وقد نجح فى كل هذه المجالات..إن من حق مصر أن تفخر بهذا الجيش وأن تحافظ عليه وتمنحه كل الثقة والرعاية لأنه وسط هذه المؤامرات والدسائس وقف بشموخ يدافع عن الأرض والعرض والكرامة..لقد انطلقت قوات الجيش بكل فروعها إلى سيناء بعد أن توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعليمات واضحة لقيادات الجيش والشرطة أن أمامهم مهلة ثلاثة شهور للقضاء على هذه الفئة الطاغية وخلال الشهرين الماضيين قامت قوات الجيش باستطلاع كل جوانب المواجهة على كل المستويات حتى أكملت برامجها لكى تبدأ عملية 2018 وهى فى كل التقديرات تحرك عسكرى ضخم ربما لم تشهده مصر منذ حرب أكتوبر فى السبعينيات..

لاشك أن هذه الحشود التى اندفعت إلى سيناء بكل القوات قد تركت أصداء واسعة أمام العالم وربما فاجأت أطرافا دولية وإقليمية بأنواع جديدة من التسليح بجانب ما حدث فى القوات البحرية من تطورات فى الغواصات وحاملات الطائرات ومع هذا كله أنواع الطائرات الحربية التى انضمت إلى أسطول الطيران المصرى فى السنوات الأخيرة..كان مشهد الحشود من رجال الجيش والشرطة وهى تنطلق إلى سيناء فخرا لكل المصريين حتى نضع نهاية لهذه المأساة التى اقتحمت بلادنا لكى نكمل بناء سيناء التى نحلم بها..إن جيش مصر آخر قلاع الأمة العربية هو درع لمصر ولكل أشقائها خاصة أن الجميع يتعرض الآن لمؤامرة دولية كبرى تسعى إلى التقسيم وتوزيع الغنائم.. ويبقى جيش مصر مصدر أمنها وحمايتها ومستقبل شعبها وهو الآن يخوض معركة التحرير الثانية لسيناء الغالية.