سلطان الحارثي

وجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بإزالة كل ما يتم التبرك به في عدد من المواقع التي تزعم أنها لمرضعة النبي «صلى الله عليه وسلم» حليمة السعدية في بني سعد بمحافظة ميسان، وأوضح المتحدث الإعلامي لإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري لـ «الوطن» أن أمير منطقة مكة وجه بإزالة 4 مواقع ببني سعد منها الشجر والحجر، تمارس فيها شركيات من بعض المعتمرين من جنسيات مختلفة، بعد تداول مقطع في وسائل التواصل لمعتمرين يتبركون بشجرة، مؤكداً أنه تم دك هذه المواقع وإزالة كل ما يتم التبرك به. وكان الموقع الذي يقع في قرية الذويبات جنوب الطائف قد شهد إقبالا كبيرا من الزوار من جنسيات آسيوية، قدموا للموقع الذي يشاع أنه يقع في قرية حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، ويضم بعض آثار مسجد قديم مبني بالحجارة هدم قبل عدة سنوات وبقيت بعض آثاره، إلى جانب شجرة أصبحت مزارا أيضا. وكان جدل أثير بين عدد من المؤرخين حول موقع قرية حليمة السعدية مرضعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث يرى البعض أنه في قرية الذويبات بينما يرى آخرون أنه في منطقة السيل على مقربة من مكة المكرمة.


وعورة نافية


قال مدير عام مركز تاريخ منطقة مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس إنه سبق وأن شكلت لجنة، لبحث موقع قرية حليمة السعدية ووقف بنفسه على الموقع الحالي في بني سعد.
ونفت اللجنة أن يكون هذا الموقع هو الموقع الصحيح لقرية حليمة السعدية، لوعورة المكان وبعده عن مكة المكرمة، مستنداً في ذلك بسؤال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نهاية غزوة حنين أخته الشيماء عن مكان أهلها، حيث قالت إنه في «ذنب أوطاس» وهذه المكان حالياً هو بين السيل الكبير وعشيرة، شمال ميقات قرن المنازل، بالإضافة إلى ما ورد في سيرة ابن هشام أن حليمة السعدية أتت إلى مكة على أتان هزيلة، وكانت في آخر الركب ومعها فاطر لا تنبض بقطرة، فلو كان مكانها أو قريتها في جبال بني سعد حالياً لكان من الصعوبة أن تصل إلى مكة على أتانٍ هزيلة، كما أن المنطقة الحالية في بني سعد جبلية ووعرة ولا تصلح لرعي الأغنام والابل. لذلك فالمرجح أن موقع حلمية السعدية هو كما ذكر سابقاً في موقع أوطاس بين السيل الكبير وعشيرة. 
وأكد الدهاس أن ما وجه به أمير منطقة مكة عمل صحيح لم يسبقه بذلك إلا عمر بن الخطاب عندما أزال الشجرة التي وقت تحتها بيعة الرضوان. وقال المؤرخ محمد الشريف في تصريح سابق لـ «الوطن» «إن البلاد الموجودة اليوم والمعروفة ببلاد «الثبتة» و«الذويبات» هي بلاد بني عدوان قديما، وليست لحليمة السعدية، وأضاف، ليس هناك مسجد وإنما بناه بنو سعد حينما سكنوا المكان ونسبوه لحليمة السعدية».

رحلات غير منظمة


قالت مصادر لـ«الوطن» إن الرحلات التي تنظم للموقع تتم عن طريق شركات طوافة وليس عن طريق مرشدين سياحيين. وقال المرشد السياحي أحمد الجعيد إن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تلزم منظمي الرحلات بأن يكون مع المجموعة السياحية مرشد سياحي سعودي مرخص، وأن يكون البرنامج معتمدا ضمن المسارات السياحية، بينما مجموعات الحج والعمرة تحت إشراف وزارة الحج والعمرة ولا تلزمها الوزارة بأن يرافق المجموعة مرشد سعودي، مقترحاً بأن تفتح وزارة الحج مكتبا لها في الطائف أسوة بجدة، وإلزام شركات العمرة بالاستفادة من خدمات المرشد السعودي.