خالد درّاج

 كيف تقفز السعودية لـ«TOP 5» .. وما هي ضمانات الاستمرار؟

 ضمن المشروع الوطني الكبير لتحقيق رؤية المملكة 2030، تظل هناك قطاعات وجهات محددة يبنى عليها الكثير من الآمال في أن تسهم بشكل كبير في نجاح خطط الرؤية ودعم أركانها التنموية والمجتمعية، ويأتي النقل بشكل عام والنقل الجوي بشكل خاص كأحد هذه القطاعات المؤثرة.

لذلك، فقد توقفت كثيراً وأنا أستمع للمدير العام للخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر وهو يعلن الأربعاء الماضي عن مشروع استراتيجي جديد ضمن مبادرة نوعية، تصل بالخطوط السعودية لأن تكون بنهاية عام ٢٠١٩ ضمن الشركات العالمية التي تقدم خدمة «الـ5 نجوم» على كامل خدماتها الأرضيّة والجوية، والتي تعرف بـ«TOP 5».

وتوقفي هذا جعلني أطرح عليه سؤالاً متفرعاً بعد انتهائه من الإعلان؛ إذ سألته: ما الذي يدفعكم للدخول في مشروع ضخم وكبير مثل هذا، لم تصل له كبريات شركات الطيران في العالم، وهل وصلتم إلى القناعة الكاملة بجاهزيتكم لخوض مثل هذا النوع من التحدي، وهل تجاوزتم كل العقبات الإدارية والفنية واللوجستية التي كانت تمثل الهاجس الدائم لـ«السعودية» منذ عقود من الزمن؟

وهل تدركون وأنتم تعلنون رسمياً عن هذه المبادرة أن تراجع الخدمات «المخملية» لهذا المشروع سيكون صعباً وسيكون له مردود سلبي على السمعة الجيدة والمتنامية التي بدأت السعودية معها أخيراً، تستعيد ثقة المسافر وثقة السوق؟

وجاءت الإجابة أكثر إصراراً مما تحدث به في كلمته التي ألقاها وسط حضور إعلامي كبير شمل نخبة من كتاب الرأي ورؤساء التحرير والصحافيين، واعتبر أن نجاح برنامج التحول الذي انطلق في ٢٠١٥ ولمسوا نتائج نجاحه الأولى مع نهاية العام الماضي أعطت المؤشر القوي بأن الناقل الوطني السعودي أصبحت جاهزيته أكثر من أي وقت مضى للتقدم صوب المنافسة القوية ودخول دائرة شركات الطيران الكبرى في العالم من خلال أوسع

بواباتها.

وأكد لنا الجاسر عمليا أن «ساعة الصفر» انطلقت فعلياً وعملياً، بحيث اصطحبنا في جولة ميدانية في أكاديمية السعودية التي كانت تشهد العديد من ورش العمل الخاصة بهذا المشروع.

ولعلي توصلت من حديث المهندس صالح الجاسر إلى أن الحديث عن عجز المقاعد والتكدس في المطارات أصبح قصصاً من الماضي، وليس ذلك لتوافر السعة المقعدية بدخول المنافسين الجدد للسوق كما كنّا نعتقد، ولكن لأن أسطول السعودية بوضعه الحالي وصل لمرحلة متقدمة من وفر الطائرات الحديثة التي لا يزال وصولها يتوالى

بتدفق كبير.

وعلى رغم صعوبة مثل هذه المبادرة التي تتجاوز بكثير المبادرات السابقة، إلا أن خوض غمارها يمثل تحديا كبيراً يحتاج للكثير من الجهد والبذل، كون نجاح صناعة الطيران اليوم أصبح يعتمد بشكل كبير على التقنية والرفاهية والجودة الشاملة.

ولعلنا نتطلع مع مثل هذه الطموحات الكبيرة إلى أن تكون مطاراتنا جاهزة ومواكبة، وتكون أجهزة الطيران المدني تساير ما يحدث على مستوى مطارات العالم، ولعل أهم التحديات التي ستواجهها تكمن عند افتتاح مطار الملك عبدالعزيز الجديد بجدة.