بغداد 

أثار علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، جدلاً واسعاً في العراق بعد مطالبته من أسماهم «المقاومة الإسلامية»، بمنع انتشار القوات الأميركية شرق الفرات، مضيفاً أن بلاده لن تسمح بعودة الشيوعيين والليبراليين إلى الحكم، في إشارة فهمها أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأنها موجهة إلى زعيمهم، ومحاولة للتأثير في الانتخابات.

وقال ولايتي خلال لقائه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي في بغداد أمس: «على جبهة المقاومة أن تحول دون انتشار القوات الأميركية تدريجياً شرق الفرات». ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عنه قوله خلال اللقاء: «بعد انتصار جبهة المقاومة على داعش، يجب أن نتحلى بالمزيد من اليقظة مقارنة بالماضي في مراقبة أوضاع المنطقة»، محذراً من «مخططات أميركا لتقسيم المنطقة وبث الفرقة والخلافات فيها». كما طالب «المجموعات السياسية بضرورة الحفاظ على مكانة المرجعية الشيعية وسائر علماء الدين في العراق».

ونقلت الوكالة عن المالكي تحذيره من أن «أميركا تسعى إلى أن يكون لها موطئ قدم جديد في العراق»، وأن «العراق ليس كاليابان وكوريا الجنوبية، ولن يكون بإمكان الأميركيين الوجود العسكري فيه». وكان ولايتي كرر التحذير من امتداد الوجود العسكري الأميركي شرق الفرات خلال لقائه أول من أمس وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، معتبراً أن «أميركا هي أهم مشكلة في الشرق الأوسط». وقال إن «زيارة وزير الخارجية الأميركي (ريكس تيلرسون) المنطقة ناجمة عن الهزائم الميدانية والعسكرية»، وإن «إيران والعراق وسورية، من خلال تعاونها المستمر، لن تسمح للأميركيين بالنفوذ في مناطق يقطنها الأكراد».

وأدلى ولايتي أيضاً بتصريحات في مؤتمر مشترك خلال افتتاح «المجمع العراقي للوحدة الإسلامية» نقلتها قناة «الشرقية» العراقية، أكد فيها «عدم السماح للشيوعيين والليبراليين بالعودة إلى الحكم في العراق»، ما أثار غضباً واسعاً في الشارع العراقي، عبّرت عنه وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من الإعلانات السياسية، خصوصاً من مقربين للصدر، اعتبرت أن تلك التصريحات تعد تدخلاً في الشأن العراقي، ومحاولة إيرانية للتأثير في مسار الانتخابات، فيما وجدت أوساط سياسية عراقية أن إيران مستمرة في محاولة توريط المجموعات المسلحة العراقية، التي تنتظم ضمن «الحشد الشعبي»، في صراعات إيران الإقليمية. وتسرّب أمس عدد من القوائم الانتخابية، إذ ضم تحالف «سائرون» الذي دعمه الصدر، أسماء شخصيات سياسية مقربة منه، جنباً إلى جنب مع شخصيات ممثلة عن الحزب الشيوعي العراقي وأحزاب مدنية وعلمانية وقومية.

وتسود حال من التوتر العلاقة بين الصدر وإيران، خصوصاً بعد دعم طهران منشقين عن التيار لتشكيل فصائل مسلحة، ومن ثم الاشتراك في الانتخابات ضمن قائمة «الفتح» التي تضم فصائل من «الحشد الشعبي». وكشفت التسريبات أيضاً أن رئيس الحكومة حيدر العبادي يترأس قائمة «النصر» في بغداد، متحالفاً مع شخصيات من حزبي «الدعوة» و «المؤتمر الوطني».

وضمت القائمة النائب الكردية سروة عبدالواحد، إضافة إلى النائبين محمود الحسن وعباس البياتي المصنفين مقربين من رئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، فيما ترأس القائمة في الموصل وزير الدفاع السابق خالد العبيدي.

ويبدو أن بغداد ستكون ميدان تنافس لشخصيات قادمة من مدن مختلفة، إذ ترأسَ قائمة تيار «الحكمة» في بغداد وزير الشباب عبد الحسين عبطان قادماً من النجف، كما ترأس هادي العامري «الفتح» قادماً من ديالى، فيما ترك رئيس البرلمان سليم الجبوري محافظة ديالى ليترشح ضمن قائمة «الوطنية» في بغداد.