محمد الحمادي

تحتفل دولة الكويت الشقيقة هذه الأيام بأعيادها الوطنية المجيدة، فيفرح الخليج بأسره، ويحتفل الشعب الخليجي مع الكويت، ففرحة الكويت هي فرحة كل دول مجلس التعاون الخليجي، ففي كل بيت في الإمارات هناك قصة جميلة تروى عن الكويت وأهلها، لذا فمن الطبيعي أن تكون فرحة الكويت فرحتنا.

لا يأتي من الكويت إلا الخير، فهذا الوطن الكبير بشعبه وبأميره كان ولا يزال يقدم الكثير للجميع، وهو يستحق كل الخير، فمن يعرف الكويت يدرك أن هذا البلد وقف ويقف مع الجميع، ومنذ أن ذاقت الكويت طعم الخير والنعمة لم تتردد يوماً أن تشرك أشقاءها الخليجيين والعرب الخير والنعمة، فقد ساعدت الكويت الجميع وساهمت منذ عقود في نشر العلم، وتأسيس التعليم، وفي دعم الثقافة والفنون، فأصبحت منارة في ذلك، وكسبت احترام الجميع.

جميل أن تكون للأوطان رسالة، وأن تكون للدول مكانة تحافظ عليها، والكويت على الرغم من كل التحديات الجغرافية والتاريخية التي واجهتها على مر العقود، إلا أنها لا تزال تقف ثابتة على أرض قناعاتها الكبيرة التي تنطلق من منطلقات عربية وإسلامية، بل ومنطلقات إنسانية عظيمة يحترمها العالم، لذا لم يكن مستغرباً منح أميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، لقب «أمير الإنسانية»، فمن يعرف الكويت منذ أنعم الله عليها بالخير، يعرف أنها بلد العطاء والإنسانية والكرم.

شعب الإمارات يشعر دائماً بأن فرحة الكويت فرحته، وقيادة الإمارات تحرص أن تكون أول من يهنئ الكويت، ويشاركها أفراحها الكبيرة، لذا فقد استعدت مطارات الدولة لوصول الكويتيين للإمارات، فاستقبلتهم بالورد والأعلام، أما شوارع الإمارات ومبانيها الرئيسة، فيزينها علم الكويت، وفي أبوظبي، زيّن علم دولة الكويت شوارعها الرئيسة، وهذه المشاركة ليست مجاملة سياسية أو حركة دبلوماسية، وإنما هي مشاعر حب وتقدير حقيقية من قيادة وشعب الإمارات لدولة الكويت، قيادة وشعباً، فالعيد الوطني الـ 57 لدولة الكويت يعني الكثير لدولة الإمارات، ولكل شعوب الخليج.

في شهر فبراير من كل عام، نشارك في هذه الاحتفالات، وندعو الله أن يحفظ وطن النهار، قيادة وشعباً، ويديم عز هذا البلد، ويحفظه من كل طامع و متربص، فالكويت لم يأت منها للعرب إلا الخير، سواء في قضايا العمل الخليجي، أو القضايا العربية الكبرى، وعلى رأسها، القضية الفلسطينية، واختارت الكويت أن تكون بلد تنمية وعطاء، تقدم الخير والإحسان والكلمة الطيبة، فشكراً كويت الخير والمحبة.