زاهي حواس

 سافر معرض «روائع آثار السعودية» إلى عشر مدن في أميركا وأوروبا، ويضم المعرض مجموعة رائعة ونادرة من الآثار التي تم اكتشافها في المملكة العربية السعودية، ويتكون من نحو 400 قطعة أثرية تعرض لأول مرة خارج المملكة، وهنا أسجل أن إرسال هذا المعرض لكي يطوف العالم ولكي يعرض ولأول مرة هذه الآثار النادرة هو بلا شك عمل عظيم يأتي ضمن رؤية الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهنا نستعرض بعض المكاسب التي حققها معرض «روائع آثار السعودية»، أولاً: تعريف العالم لأول مرة أن المملكة العربية السعودية تهتم بآثار ما قبل الإسلام مثل اهتمامها بالآثار الإسلامية. ثانياً: بلا شك أن هناك دعاية وتغطية إعلامية ضخمة جداً خلال افتتاح المعرض في كل مدينة، حيث تكتب الصحف والمجلات عن هذا المعرض، وهذه دعاية مجانية للمملكة. ثالثاً: تدعيم قوة المملكة العربية السعودية ثقافياً وسياسياً في كل دول العالم. رابعاً: يتيح المعرض الفرصة أيضاً لكي يسافر الأثريون من المملكة للتعرف على المتاحف في أوروبا وأميركا، مما يعطي لهم أفكاراً جديدة لإدارة المتاحف.

أما عن القطع الأثرية النادرة التي يضمها المعرض فهي نتاج أعمال الحفائر التي يقوم بها الأثريون السعوديون، بالإضافة إلى البعثات الأجنبية التي تعمل في السعودية والتي يزيد عددها على 35 بعثة من كثير من دول العالم، وبلا شك فإن هذه الآثار تظهر ولأول مرة مدى ثراء السعودية أثرياً، بل وتشجع العالم على أن يبدأ في الكشف والحفاظ على آثار المملكة. وقد أرسلت الآثار إلى متحف اللوفر لكي تعرض في أهم متاحف العالم كله. وقد أطلق على هذا المعرض اسم «روائع آثار المملكة العربية السعودية وطرق التجارة القديمة»، وتؤكد المملكة أن هذه الآثار تظهر للعالم كله أن هذا التراث الأثري لا يخص السعودية فقط، بل يخص العالم كله باعتباره تراثاً إنسانياً. وقد استطاع الأمير سلطان بن سلمان أن يؤكد أن إرسال هذه الآثار يخضع لكثير من الضوابط التي تضمن أولاً قيام شركات عالمية بعملية التغليف والنقل، التي يقوم بها محترفون في مجال نقل الآثار، وبذلك نضمن صيانة الآثار والقطع المسافرة وسلامتها، بالإضافة إلى أن كل قطعة أثرية تخضع إلى عمليات ترميم قبل عملية التغليف، وأيضاً يتم ترميمها قبل عرضها داخل المتاحف العالمية، وكذلك يتم التأمين على القطع الأثرية عن طريق شركات عالمية بملايين الدولارات، ولذلك فإن الأمير سلطان يؤكد للمواطن السعودي أن الآثار عندما تعرض في الخارج يتم الحفاظ عليها أكثر من وجودها في الداخل. وقد أكد الأمير سلطان أن المملكة لم تطلب أي عائد مادي من عرض الآثار في المتاحف العالمية، ويكفي أن عرضها فرصة لكي يتعرف العالم على تاريخ المملكة وتراثها، وأعتقد أن الطلب الذي يجب أن تطلبه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هو ضرورة وجود أثري سعودي مع المعرض بصفة دائمة، على أن يتم تغييره شهرياً، وهذا يضمن سلامة الآثار، بالإضافة إلى أن وجود الأثري في الخارج سيعود بالنفع الكبير على إدارة التراث الأثري السعودي.
إن عرض آثار روائع المملكة العربية السعودية يعتبر من أهم وأجمل القرارات التي اتخذها الأمير سلطان بن سلمان.