بعد قرار «إم بي سي» إيقاف عرضها

 نيفين أبولافي 

تناولت وسائل الاعلام مؤخرا ايقاف قناة ام بي سي عرض الاعمال الدرامية التركية، الذي فسره البعض بانه جاء على خلفية المواقف السياسية التركية تجاه العديد من القضايا المرتبطة بالمنطقة وسياساتها الخارجية، حيث لم يجد اي من المتابعين تفسيرا اخر لذلك.
اتفقنا ام اختلفنا مع السياسة التركية، هناك اجماع على ان الاعمال الدرامية التركية مسوق جيد ومهم للقنوات الفضائية، حيث استطاعت ان تحقق نسب مشاهدة عالية لهذه الاعمال اينما عرضت، الى جانب جذب المعلن بشكل كبير لبث رسائله التسويقية لمنتجاته في اوقات عرض هذه الاعمال، وتعتبر قنوات ام بي سي من اوائل القنوات الفضائية التي تبنت هذا النوع من الدراما في المنطقة، بعد عرضها مجموعة من الاعمال الدرامية المكسيكية المدبلجة، لكنها لم تفلح فلاح الدراما التركية على الاصعدة كافة.

للدراما التركية نكهة خاصة شرقية، تحمل في طياتها العادات والتقاليد والدين المشترك، وان كانت تتبنى الفكر المنفتح كبرواز عام في معظم اعمالها، الا انها تبقى اقرب للمشاهد العربي عموما والخليجي خصوصا، بل كانت مفتاح المواطن الخليجي لبوابة السياحة فيها، والتعرف على الكثير في هذا البلد الذي بات وجهة سياحية مهمة للعائلة الخليجية.
الاعلان والتسويق عاملان مهمان في عالم الفضائيات، خصوصا تلك الخاصة التي تعتمد على المعلن لتعبئة رصيدها المالي وايقاف هذا النوع من الدراما بالتأكيد سيؤثر سلبا في هذا الرافد المادي لحين استقطاب اعمال اخرى، وخلق شريحة جديدة من المشاهدين، حيث ارست الدراما التركية قواعدها عربيا، واصبح هناك ايقونات للمشاهد العربي من النجوم الاتراك يتتبعونهم اينما كانوا، فهل سينطبق المثل القائل «من صادها عشى عياله» في محاولة بعض القنوات الاستفادة من هذا الايقاف لجذب المنتج التركي لها لرفع نسب المشاهدة وتحقيق مكاسب مادية؟.
قنوات فضائية اخرى مازالت تعرض الاعمال التركية، من ابرزها قناة دبي من خلال مسلسل «السلطانة قسم» والتي قد تختلف سياسيا مع المواقف التركية، فهل سيكون هناك اجراء مماثل لـ«ام بي سي» في حين ان دبي تستعين كثيرا بالممثلين الاتراك لاعلانات خاصة بشركات تجارية مهمة، الى جانب استقطابها العديد من الفنانين من عدة دول عالمية.
محليا، كانت وما زالت قناة الراي المحلية من القنوات السباقة في عرض الاعمال التركية عبر شاشتها، مما اوجد حالة تنوع في العرض اليومي على شاشتها وجذب المشاهد لمتابعتها، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه حتى الان لمَ لم يبث تلفزيون الكويت احد الاعمال الدرامية التركية عبر شاشته الفضية، وهل سيكون هناك جديد على هذا الصعيد قريبا؟.