محمد الحمادي

قطر فعلت كل شيء يمكن أن يبعدها عن أي حل لأزمتها مع جيرانها ومع العرب، كما أنها قبل ذلك فعلت كل شيء يخالف المواقف العربية والمبادئ القومية، وتورطت في كل ما يهدد مصالح دول المنطقة وأمنها.

واليوم ومقاطعة الدول الأربع لقطر تدخل شهرها التاسع لا يزال النظام القطري يراوح مكانه، بل ويصرّ على مواقفه ويرفض أي تراجع عن تصرفاته، أو تعديل لمواقفه، وهذا ما فاقم من أزمته وعقدها أكثر، وجعله يبتعد يوماً بعد يوم عن الحل، ويصبح أكثر بعداً عن أشقائه وأقرب إلى الغرباء من جيرانه.

وموقف الدول العربية الأربع واضح منذ اليوم الأول، وهو ما أكده أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقائه وفداً أميركياً يزور القاهرة، وهو ضرورة تنفيذ قطر للمطالب الثلاثة عشر والتزامها بمكافحة الإرهاب ووقف سياساتها المعادية.

ما كشفته المقاطعة مع قطر أشياء لم يكن يعلمها أحد، فضلاً عن أن أحداً لم يكن يتوقع أن تكون دولة عربية وخليجية متورطة في أمور يفترض أنها بعيدة عنها.

فما تم كشفه من عمق التطبيع القطري مع الكيان الإسرائيلي كان مفاجأة للجميع، إذ تبين أن قطر تتبرع بملايين الدولارات لدعم ومساعدة إسرائيل في الوقت الذي كانت تدعي فيه أنها تدعم حماس، والمقاومة الفلسطينية، فلم يكن دعم قطر لفلسطين وحدها، وإنما كان أيضاً لمن يحتل فلسطين، فمن يقتل أطفال الحجارة وأبطال الانتفاضة كان يحصل على دعم النظام القطري!

فأي كذب، وأي تزييف يمارسه النظام القطري على العالم، وأي وهم يعيش فيه بأن يعتقد أن العالم يصدقه، وبعد طرد المندوب القطري من غزة كان يفترض أن يخجل هذا النظام، ويتوقف عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

قطر التي تفننت في استغلال المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم طوال سنوات تواجه الحقيقة اليوم وتدفع ثمن ما اقترفته من مؤامرات، فقد شاهد العالم تظاهر المئات يوم الأحد الماضي أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة اعتراضاً على مشاركة الوفد القطري في مجلس حقوق الإنسان في دورته الحالية، التي تعقد بمقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة بجنيف، وطالب المتظاهرون بموقف ضد قطر لدعمها للإرهاب، واعترضوا على مشاركة الوفد القطري في أعمال الدورة الـ 37 لحقوق الإنسان، مطالبين بطرد الوفد لتورط قطر في عمليات إرهابية ودعمها وتمويلها الإرهاب، كما طالب المتظاهرون بإحالة ملف دعم وتمويل قطر للإرهاب وانتهاكات قطر لحقوق الإنسان وارتكابها جرائم ضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

قطر بعد أن فعلت كل شيء يضر بها وبشعبها، لا تزال تراهن على كل ما هو خاسر، فتذهب بعيداً والحل في الرياض.