كلمـة الرياض

 

شهدت العلاقات الاقتصادية السعودية - البريطانية نمواً متزايداً عبر حوالي مئة عام، منذ إرسائها في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وقد بنيت هذه العلاقة على أسس متينة من الاحترام وتبادل المنافع، وربطت البلدين علاقات صداقة وثيقة وجمعتهما مصالح استراتيجية متعددة، ووفقاً للبيانات الرسمية وصل حجم التبادل التجاري بين المملكة وبريطانيا خلال الخمسة أعوام الماضية 2013-2017 إلى 116 مليار ريال، وتحتل بريطانيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية من حيث الاستثمارات الأجنبية بالمملكة.

ولذلك كان الجانب الاقتصادي والاستثماري حاضراً وبقوة خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للمملكة المتحدة، حيث يعمل سموه على تنفيذ رؤية المملكة 2030، التي تشمل خططاً واسعةً من أبرزها البرامج الاقتصادية والتنموية التي تستهدف إعداد المملكة لمرحلة ما بعد النفط.

وقبل الزيارة أكد سمو ولي العهد على الجانب الاقتصادي الذي استمر ركيزة أساسية في صلب علاقة البلدين في حديثه لمجلة "تيلغراف" بقوله:

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون هناك فرص استثمارية ضخمة لبريطانيا في المملكة تنسجم مع رؤية 2030، وهذا ما دعا العديد من المحللين إلى القول إن العلاقة بين المملكة وبريطانيا دخلت مرحلة جديدة مع هذه الزيارة، إضافة إلى ما واكب زيارة سموه من ترحيب رسمي وشعبي، تمثل في انتشار اللوحات والصور الترحيبية بولي العهد في الطرقات والميادين العامة.

هذه الزيارة والفعاليات المصاحبة لها، ومنها عقد منتدى الرؤساء التنفيذيين بين المملكة وبريطانيا، ستفتح آفاقاً جديدةً من التعاون والشراكات بين الجانبين، لكونها تأتي في توقيت يشهد فيه البلدان تحولات اقتصادية مهمة تتمثل في مرحلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما تعيش المملكة أجواء المرحلة الانتقالية لتنفيذ رؤية 2030، وما تحمله من فرص استثمارية ستكون وجهة استثمارية للشركات البريطانية.

من المؤكد أن هذه الزيارة فرصة للجانب السعودي لاستعراض ما تحمله بيئة الاستثمار السعودية من فرص وتسهيلات، واستعراض ما شهدته البيئة الاقتصادية والتشريعية في المملكة من إصلاحات وتطورات والتي ستكون أحد العوامل التي تشجع الشركات البريطانية للدخول إلى السوق السعودية، كما أنها تؤكد اهتمام القيادة بتوطيد علاقات المملكة بشركائها الاقتصاديين واستقطاب الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة التي تحملها الشركات البريطانية.