مها الشهري

ربما أكثر مشكلات النساء قائمة على فراغ الثقة بهن، حيث إن الثقة التي يفترض أن تعطى للمرأة هي في الأصل ركيزة التشارك في الحياة الاجتماعية، وهي محور كل بنية أسرية في المجتمع، لكننا نجد أن القناعة لدى الكثير بخلاف ذلك حتى عند بعض النساء أنفسهن، فهي تشير إلى أن المرأة بالطبيعة كائن أدنى من الرجل، مما يجعل الثقة بها أمرا صعبا، حيث يعتبر أن نجاحها منافسة له أو تفوق عليه، وهذا الأمر لا شعوري يدفعه عدم القبول لدور المرأة من الأصل.

تصور الصورة الذهنية المرأة الأكثر احتراماً في دور «المطيعة» أي التي لا تجعل من نفسها شيئاً إلا إرضاء الغير، بالمقابل فإن البيئة التي يعتبر فيها الرجل «سيداً» يقلل بالتالي من قيمتها ويختزل أبعاد مهمتها الاجتماعية والإنسانية في ذات تتبعه أو تستظل به وتخدمه، بينما يعتقد أنها لا تستطيع أن تحقق أمراً من أمور حياتها إلا بإشرافه، ويتعامل معها على أنها أقل منه، لذلك فهي غالباً لا تحصل على الدعم الذي يحترم كيانها كعضو فاعل في المجتمع والذي يمكنها من تحقيق دورها الاجتماعي من خلاله.

قد يكون دافع المرأة في تحقيق هذا الاحتياج ذاتياً، والمهم في ذلك أن تملك الحق في حرية الاختيار، وعلى المقابل يجب أن نخرج المرأة من اعتقاد أن دورها امتداد لدور الرجل إلى الدور التكاملي الفاعل، فلا يتوجب الأمر عليها تقديم التنازلات التي تقلل من قيمتها وتجعلها بالفعل دوناً عنه.

من المؤسف أن تصور الثقافة للمرأة بأن الحديث عن حقوقها وحرياتها خروج عن تعاليم دينها، وفي الواقع أنها إذا استطاعت تحقيق حريتها ستتمكن من تحقيق إنسانيتها؛ لأن معظم القوانين التي وضعت في المجتمع لم يضعها إلا الرجال، حتى سيّروا عليها حياتهم وأصبح من الصعب تغييرها أو تقبل أي طريقة أخرى، وهذا ما جعل الرجل لا يحترم المرأة التي تشاركه وتكون ندا له؛ لأنه يتعلم ويتربى على أن نموذج المرأة الكاملة هي الأضعف منه.

واقعنا يتمدن بصعوبة والمساواة لا تقوم بسهولة في هذا الواقع، ولكن الحل من أجل المستقبل مختصر في كلمتين: ثقوا بالمرأة.