علي سعد الموسى

من يستمع إلى أو يشاهد زمرة الإعلام القطري أثناء وحتى قبل الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي إلى لندن، سيظن للوهلة الأولى أن شوارع العاصمة البريطانية قد تحولت إلى ثكنات عسكرية، وأن ميادينها تضج بمئات آلاف المتظاهرين، وأن ساسة المعارضة وكبار الكتاب والمثقفين البريطانيين لا ينامون، وكأنهم يتناوبون رفع لافتات الاحتجاج في ميادين البيكاديللي وأركان حديقة الهايد بارك. بكل الاختصار فقد أعطى ابن سلمان لجوقة الدوحة وأذرعها وفروعها في كل مكان، وهو لا يدري بهم أبداً، بضعة أيام من تلفيق الأحداث وتزوير الحقائق.

في المشهد المقابل، وعلى غير المتوقع، اختارت قناة «روسيا اليوم» العربية مشهداً يجيب على قطر. اختارت مشهد رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، واقفة تنتظر ثم تستقبل ولي العهد السعودي أمام مقر رئاسة الوزراء في «10 دواننج ستريت». تقف معه على أعلى ما يقتضيه البروتوكول البريطاني، ثم يواجهان كاميرات الإعلام، ويلقيان التحايا، ثم تدخل إلى الخلف إلى مبنى الرئاسة. في اللقطة الأخرى كانت هي نفسها تستقبل تميم قطر ومباشرة تدخل المقر دون أي بروتوكول ودون أن تواجه الإعلام أو الصحافة. تقول القناة إن زمن البروتوكول ما بين المشهدين كان لصالح ولي العهد السعودي بضعفي ما كان لأمير قطر. يضيف مراسل قناة روسيا اليوم. (هي من المرات النادرة جداً أن تلاحظ بكل وضوح أن منطقة لندن المركزية تشهد زيارة ضيف من الوزن الثقيل، وهذا ما لم أشهده منذ زيارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما).
الخلاصة أن ولي العهد السعودي حمل شعبه معه إلى ثاني عواصم الكون، وكل ما لقيه هناك من الحفاوة هو احتفاء بشعب. في يوم واحد كان على مأدبة ملكة لا تفعلها إلا في مرات نادرة، ومنها إلى مكتب رئاسة الوزراء، قبل أن يذهب لدعوة نادرة أخرى من ولي العهد البريطاني.