أحمد رحيم 

خيمت أجواء احتفالية على مقار الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية في الخارج، والتي تُغلق أبوابها اليوم، كما عمّ «الفرح الشعبي» أوساط الجاليات المصرية، وسط استمرار الإقبال اللافت على المشاركة في الانتخابات، ما دفع سفراء ومراقبين إلى تأكيد أن حجم المشاركة في الاقتراع سيتخطى مثيله في الانتخابات الماضية التي أجريت في عام 2014.

وشهدت المقار الانتخابية مشاهد لافتة، تُظهر نجاح الحُكم في حشد مشاركة عالية في اقتراع يخلو من التنافسية، بين الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي المحسوم فوزه، ورئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، ما يعكس تلبية الجاليات المصرية دعوات رسمية للمشاركة كون الحشد يعتبر بمثابة «رسالة إلى العالم».

ونشرت محطات تلفزيونية في مصر مشاهد من عمليات الاقتراع في الخارج، وتداول ناشطون فيديوات لحشود الجاليات المصرية، خصوصاً في دول الخليج، بدوا فيها وكأنهم يشاركون في حفل وطني وليس في اقتراع رئاسي.

وفي الكويت، تراصت الطوابير أمام مقر السفارة المصرية. وشوهد شباب يحملون آخرين على الأكتاف، وآخرون يعزفون مقطوعات موسيقية، فيما الغالبية ترقص فرحاً وابتهاجاً. وفي الإمارات، صدحت أصوات الأغاني الوطنية أمام مراكز الاقتراع وسط هتافات الناخبين. زغاريد السيدات كانت أحد أبرز مشاهد الانتخابات، فلا يقطع أصوات الأغاني والتصفيق، إلا الزغاريد التي تُلهب حماسة الناخبين. أما الأعلام المصرية، فكانت السمة الرئيسة لطوابير الناخبين في الخارج، إذ رفعوا أعلام بلدهم، فيما فضل آخرون خصوصاً السيدات، ارتداء أزياء بألوان العلم المصري.

واحتفى الإعلام المصري بمواطنين في الخارج قطعوا مئات الكيلومترات للإدلاء بأصواتهم، كون غالبية الدول لا يوجد فيها سوى مركز اقتراع واحد، ومن بين هؤلاء شاب سافر ليومين في المغرب من أجل الاقتراع في الانتخابات.

وقالت الهيئة الوطنية العليا للانتخابات أمس، إن المصريين في الكويت تصدروا نسب الاقتراع، موضحة أن ثاني أيام الانتخابات في الخارج شهد «إقبالاً كثيفاً».

وأوضحت «الهيئة» أن الكويت جاءت الأعلى من حيث نسب الاقتراع، مقارنة بعدد المصريين فيها. ويعيش في الكويت نحو نصف مليون مصري، فيما تضم السعودية أكبر جالية بنحو مليونين و900 ألف مصري.

وتجرى الانتخابات في الخارج في 124 دولة عبر 139 لجنة فرعية في مقار السفارات والقنصليات المصرية.

وقال الناطق باسم «الهيئة» المستشار محمود الشريف في مؤتمر صحافي أمس، إن «اليوم الثاني للاقتراع مر من دون تسجيل شكاوى أو معوقات أو تعطيل في أي من المقار الانتخابية». وأوضح أن «المشهد أمس لم يختلف عما سبقه من حيث كثافة الاقتراع»، لافتاً إلى أن «الإقبال جيد ومرضٍ». وزاد: «ما زالت الكويت والسعودية والإمارات في الصدارة من حيث الكثافة»، مشيراً إلى أن «رؤساء اللجان قاموا أول من أمس بتأمين الأوراق الانتخابية وحصرها ووضعها تحت الحراسة تمهيداً للفرز».

وقال معاون وزير الخارجية السفير حمدي لوزا، إن «الاقتراع يسير في قطر من دون أي مشكلات»، لافتاً إلى أن «وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للانتخابات لم يتلقيا أي شكاوى بخصوص الاقتراع هناك».

ومن المقرر أن ينتهي التصويت في الخارج اليوم، لتبدأ عمليات الفرز ثم موافاة اللجنة العليا للانتخابات بمحاضر اللجان الفرعية، ترفع بعدها أسماء المقترعين في الخارج من كشوف الناخبين في الداخل، لينطلق الاقتراع في الداخل أيام 26 و27 و28 آذار (مارس) الجاري. ولن تُعلن نتيجة انتخابات المصريين في الخارج إلا في ختام العملية الانتخابية برمّتها.