خالد السليمان

في لقاء خاص بولي العهد ضمني مع بعض الزملاء، قال سموه إن الموت وحده هو الذي سيحول بينه وبين العمل من أجل تحقيق طموحاته تجاه وطنه وشعبه، نفس الإجابة كررها في حواره في برنامج «٦٠ دقيقة» عندما سألته محاورته عما يمكن أن يوقفه وهو في هذا العمر الشاب عن تحقيق مشروعه الإصلاحي لتحديث بلاده!

في الحقيقة قال الأمير يومها إنه يكرس حياته لهدف واحد فقط هو خدمة هذا الوطن وهذا الشعب، كانت الساعة عند انتهاء اللقاء في منزله، الذي حوله إلى مكتب، تشير إلى الخامسة فجرا، وكان عليه الاستعداد لاجتماع وزاري يتعلق بالميزانية في الساعة الثامنة صباحا، وقبل اللقاء كان قادما من حضور اجتماع للملك برئيس دولة زائر، كان واضحا أن الأمير الشاب يعمل كثيرا وينام قليلا، وأنه لا يملك وقتا خاصا، فهو يسخر معظم وقته للعمل، وهو ما جعلني أتفكر يومها بأهمية أن يكون الفريق الحكومي التنفيذي الذي يعمل معه بالكفاءة اللازمة للتناغم مع ديناميكية وسرعة حركته، والقدرة على ترجمة تطلعاته وتنفيذ برنامجه وتخفيف العبء عن كاهله، فالأمير لا ينفذ إصلاحا ولا يحقق تغييرا وحسب، بل هو يعيد صياغة الحاضر ويرسم خطوط المستقبل!

ومن هنا تكمن أهمية ألا يخذل أحد الأهداف والتطلعات، فالسعودية الجديدة التي ستقتحم المستقبل لن يحملها على أكتافه سوى أصحاب الكفاءة والأهلية من المتفانين في أعمالهم!

أتابع برنامج ٦٠ دقيقة منذ سنوات طويلة، فهو أحد أهم البرامج الحوارية الأمريكية ذات نسب المشاهدة العالية، وأثق أن كثيراً من الأمريكيين كانوا تواقين للتعرف ليس على الأمير الشاب القادم من الصحراء وحسب بل على ملامح السعودية الجديدة!