طه حسيب

 أستراليا لن تنضم إلى «آسيان».. وخسائر كورية جنوبية من حرب ترامب التجارية

«ذي كوريا هيرالد»

في افتتاحيتها أمس، وتحت عنوان «دعم الحرب التجارية»، رأت «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تتفاعل، خاصة بعدما أعلنت إدارة ترامب يوم الجمعة الماضي، أنها ستفرض رسوماً جمركية قد تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار على الواردات الأميركية السنوية من الصين، والسبب حسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يكمن في معاقبة بكين على سرقة التقنيات الأميركية وبسبب ما تمارسه الصين من ضغوط على الشركات الأميركية. وحسب الصحيفة، ردت الصين بفرض رسوم جمركية تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار على الواردات الأميركية، والخطوة الصينية تأتي في الأساس وداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومينيوم. والمنتجات التي طالتها الرسوم الصينية يبلغ عددها 128منتجاً من بينها الفواكه ولحوم الخنزير ومواسير الصلب. اللافت أن سفير الصين لدى الولايات المتحدة استبعد تخفيض المشتريات الصينية من الديون الحكومية الأميركية، وذلك حتى لو انتهت الخطوات التصعيدية بين البلدين إلى حرب تجارية، علماً بأن الصين هي أكبر متعامل أجنبي في الأصول الأميركية حيت تسيطر الصين على 1.7 تريليون دولار من السندات والأصول والأسهم الأميركية. لكن الطرفين يبدو أنهما مصممان على التصعيد ما ينذر بنشوب حرب تجارية شاملة بينهما. ترامب كان قد أشار إلى أن هذه الخطوات هي الأولى من بين أخرى كثيرة قادمة. الصين عارضت الخطوات الأميركية، وأعلنت سفارتها في واشنطن بأنها «ستقاتل في الحرب التجارية حتى النهاية». وفي حال استعرتْ هذه الحرب فإن كوريا الجنوبية لن تتحمل وطأتها، خاصة وأن الصين والولايات المتحدة من أكبر شركائها التجاريين، فـ25٪ من الصادرات الكورية الجنوبية تتجه إلى الصين و12٪ منها يتجه للولايات المتحدة. وتخشى الصحيفة من تراجع الصادرات الكورية الجنوبية إلى الصين والولايات المتحدة، في حال احتدام الحرب التجارية بين هذين الأخيرتين، لأن القطاعات الاقتصادية التي تعتمد على التصدير ستتضرر، علماً بأن هذه القطاعات شكّلت العام الماضي ما نسبته 68.8٪ من الناتج المحلي الكوري الجنوبي.

«سيدني مورنينج هيرالد»

تحت عنوان «صديقة لكن ليست عضواً في الرابطة: لماذا لا تنضم أستراليا إلى الآسيان؟»، نشرت «سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية يوم السبت الماضي، مقالاً للكاتب الأسترالي «نيكولاس ستيورت» استهله بالقول: إن مسؤولاً في الخارجية الأسترالية كان مهذباً جداً لكنه عنيد، وذلك عندما صرّح بأن بلاده لن تصبح أبداً جزءاً من رابطة دول جنوب شرق آسيا، وأن الأخيرة سعيدة جداً من كون أستراليا «شريكاً في الحوار» مع «آسيان»، التي تضم إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام. و«الشراكة في الحوار» تعني أن أستراليا لن تكون عضواً فاعلاً في «آسيان»، ومن غير المعتاد- تقول الصحيفة- أن يتحدث مسؤول كبير بطريقة مباشرة، ليضع حداً لتكهنات، كانت قد ظهرت قبل فترة، عندما اقترح الرئيس الإندونيسي «جوكو ويدودو» خلال مقابلة بأن انضمام أستراليا للرابطة «فكرة جيدة». وحسب الكاتب، فإن الوقت مهم في السياق الآسيوي، وعدم استبعاد عضوية محتملة لأستراليا في «آسيان» معناه أن الرئيس الإندونيسي يهدف إلى زيادة أعضاء «آسيان»، أو توسيعها في المستقبل المنظور. الكاتب يرى أن اقتصاد أستراليا أكبر من اقتصاد أي دولة في «آسيان»، فأعضاء الرابطة تتراوح اقتصاداتهم من بروناي، كأصغر اقتصاد إلى إندونيسيا صاحبة الاقتصاد الأكبر. وهذا التفاوت بين اقتصادات صغيرة وأخرى كبيرة، يجعل أعضاء الرابطة متخوفين من وجود عضو جديد لديه اقتصاد عملاق، وربما يهيمن على الرابطة. ولدى الكاتب قناعة بأن سر بقاء «آسيان» هو أنها تسمح لكل دولة عضو بأن تُسير أمورها كما يحلو لها، أي بطريقتها الخاصة، حيث لا توجد أية محاولات لفرض قيم محددة لبلد ما على آخر داخل الرابطة، ومن أهم الأدلة على ذلك مركز آسيان الثقافي في بانكوك، فمن خلال فعاليته الخاصة بالزواج نلحظ طقوساً مسيحية وإسلامية وبوذية، تعكس تنوعاً في الأطياف الثقافية داخل الرابطة. لكن أستراليا تركز على قيم عالمية مثل حقوق الانسان، ويوجه الكاتب اللوم للرابطة على عدم مساهمتها بشكل واضح في حل أزمات جنوب شرق آسيا، وضمن هذا الإطار، تأتى قضية الروهينجا، وما تتعرض له هذه الأقلية المسلمة من تطهير عرقي في غرب ميانمار، وذلك بذريعة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

«جابان تايمز»

«تبديل آخر في إدارة ترامب مثير للجدل»، هكذا عنونت «جابان تايمز» اليابانية افتاحيتها، أمس، مشيرة إلى أن قيام ترامب بإقالة «إتش آر ماكماستر» مستشاره للأمن القومي، وتعيين جون بولتون بدلاً منه، خطوة لطالما توقعها كثيرون، لكنها لا تزال مثيرة للاستغراب، بولتون كان سفيراً لواشنطن في الأمم المتحدة، ومعروف برؤاه وتحليلاته المتشددة، وتعيينه في هذا المنصب خطوة تعكس زيادة شعور ترامب بالارتياح في منصبه، وأنه لم يعد بحاجة لمستشارين يتحدون آرائه، ما جعل الصحيفة تقول إن تعيين بولتون خطوة أخرى نحو رئاسة ترامب المتحررة من القيود. بولتون، شخص يثير الخوف لدى كثيرين خارج إدارة ترامب. وحسب الصحيفة، كان ماكماستر، الجنرال السابق في الجيش الأميركي، اختياراً غير مناسب بالنسبة لترامب، فالرجل يتبنى موقفاً مفاده أن الجيش الأميركي أهمل في مهمته العسكرية أبان حرب فيتنام لأنه لم يعارض قيادته المدنية، ولم ينجح مكماستر في تقديم البدائل والخيارات التي يحتاجها ترامب، وجاء ماكماستر في منصبه بعد إقالة ترامب لمايكل فلين مستشاره السابق للأمن القومي لأنه كذب على المحققين بخصوص علاقاته بالروس أثناء الانتخابات الرئاسية. وبالنسبة لماكماستر، فإن القشة التي قصمت ظهر البعير، والتي أدت إلى اتخاد ترامب قراراً بإقالته، تمثلت في تسريب يقول إن ترامب تجاهل نصيحة ماكماستر بألا يهنئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على فوزه في الانتخابات الرئاسية. ومن الصعب- تقول الصحيفة- أن نجد شخصاً مختلف تماماً عن ماكماستر أكثر من بولتون، فالأول كانت لديه القدرة على التفكير والحوار، ويتحلى بالحذر وضبط النفس في مواجهة الأزمات. وتحذر الصحيفة من أن بولتون عندما كان مساعداً لوزير الخارجية الأميركية لشؤون ضبط التسلح، إبان إدارة بوش الابن وجد متعة في عرقلة الاتفاقيات الأميركية في هذا المجال، كما حذر وزير الخارجية البريطاني نظيره الأميركي آنذاك كولن باول من منع بولتون من المشاركة في أية مفاوضات لأنه «مخرب جدا»!