كريس جريلينج 

قمت بزيارة المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع بصفتي وزيرا للنقل في المملكة المتحدة. وإنه لمن دواعي سروري البالغ أن أكون أول وزير من مجلس الوزراء البريطاني يتمكن من زيارة المملكة العربية السعودية منذ الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد إلى المملكة المتحدة، وإطلاق مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي - البريطاني.

كان الهدف من زيارتي الشروع في دفع عجلة مرحلة التنفيذ للدعم البريطاني لرؤية 2030، لقد أتيت منبهرا بطموح حكومة المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بخططها لتطوير البنية التحتية في قطاع النقل في المملكة ومتحمسا للمستقبل حيث إن المملكة المتحدة على أهبة الاستعداد والحرص على العمل سويا على تحقيق هذه الرؤية.

يعد تطوير نظم نقل قوية وجديرة بالثقة وذات كفاءة أمرا ضروريا لنجاح رؤية 2030، كما أن البنية التحتية للنقل لا تعد أمرا أساسيا فقط لتقديم روابط بين السلع و قطاع الأعمال بل تعد ضرورية للسماح للأفراد بالتنقل سواء للعمل أو الاستمتاع، وأيضا للسماح للمجتمعات داخل الدولة بالتواصل مع بعضها البعض. إذ تشعر المملكة المتحدة بالفخر لكونها رائدة في مجال النقل العام. علما أنه قد تم تطوير أول خطوط سكك حديدية في المملكة المتحدة في بداية العام 1600، وكنا أول أمة تطور مترو الأنفاق ومترو لندن في عام 1863 حيث عاد مترو لندن بمنافع غير مسبوقة على عاصمتنا، ومن خلال رؤيتي لأعمال تشييد مترو الرياض، يحدوني الأمل بأن يكون ذو قدرات تحويلية مشابهة.

إن العديد من التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية حاليا في قطاع النقل مثل الحاجة إلى إضفاء الصفة الاحترافية، إعادة الهيكلة وخصخصة البنية التحتية للنقل العام وعلى وجه الخصوص في قطاعي السكك الحديدية والطيران، تعد تحديات قد مررنا بها ولدينا خبرة وتجارب عميقة في شأنها. وبالفعل فإن عددا من الشركات البريطانية الرائدة مثل شركة Network Rail Consulting وشركة Serco ومجموعة Freightliner Group تعمل على تطوير البنية التحتية لقطاع النقل في المملكة العربية السعودية.

أما على صعيد مشروع قطار الحرمين السريع، فقد قام المشروع المشترك بين شركتي Fosters و Buro Happold بتصميم المحطات الرائعة، كما اشتركت شركة Ivensys في أنظمة الإشارات والسلامة، وكانت شركة Atkins المصمم الرئيسي لتوسعات مطار الملك عبدالعزيز في جدة بالتعاون مع شركة Areen التي اضطلعت بالتصميم الداخلي.

إن ما يجعل الدور البريطاني في المملكة العربية السعودية فريداً هو في تخصصنا في مجال الاستشارات والخبرة وتطوير القدرات. تجدر الإشارة إلى تمكن العديد من الدول من القدوم إلى المملكة العربية السعودية وبناء البنية التحتية الضرورية.

إن ما ينفرد به العرض البريطاني هو رغبتنا في تسهيل ودعم المملكة لمواجهة التحديات وأن تصبح معتمدة على ذاتها في هذا القطاع، لذا سيترك تعاوننا مهارات عميقة وآثار تكنولوجية وقدرات في المملكة.

وبغية وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ، قمت هذا الأسبوع بالاجتماع مع معالي الأستاذ عبدالحكيم بن محمد التميمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، ومعالي الدكتور رميح الرميح رئيس هيئة النقل العام، علاوة على الشركات البريطانية العاملة في المملكة العربية السعودية، وذلك لمناقشة كيفية تمكن المملكة المتحدة من دعم خطط تطوير الكفاءة داخل نظام النقل وتقديم قيمة مقابل المال وخلق الوظائف دعما لخطط المملكة الطموحة في مجال التخصيص. كما سنحت لي الفرصة لزيارة محطة قطار سار، ومركز زوار قطار الرياض للاطلاع على هذه الخطط ضمن حيز التنفيذ، عقب ذلك سافرت من الرياض إلى جدة لعقد اجتماعات مع مسؤولي شركة مترو جدة والمسؤولين السعوديين وقادة قطاع الأعمال الأساسيين في صناعة النقل. كما التقيت مع كبار المستثمرين البارزين في مجال الاستثمار المؤسسي لمناقشة فرص الاستثمار في قطاع النقل في المدن البريطانية خارج مدينة لندن. تعد العلاقة بين بلدينا فرصا متبادلة وهذا أساس نجاحها.

كما كان أحد الجوانب البارزة لهذه الزيارة الحفل الذي استضافته شركة جاجور لاند روفر – إحدى الشركات البريطانية الرائدة في مجال تصنيع السيارات–للاحتفاء بالمرسوم الملكي الكريم القاضي بالسماح للمرأة بالحصول على رخصة قيادة اعتبارا من يونيو 2018، لقد كان حدثاً رائعاً حيث ألقى الضوء على التغييرات المذهلة الاستثنائية التي تحدث الآن في المملكة العربية السعودية.

وبالطبع فإن اكتساب القدرة على القيادة يعد تغييراً واحداً فقط في توسع أكبر للفرص المتاحة للمرأة في المملكة العربية السعودية، وأحد التغييرات التي قمنا في الغرب بالتركيز عليها بشكل بارز ودائم، لقد كان ذلك أمراً ملهماً لي أن أكون جزءاً من هذه الفعالية وأن اشهد بعض من هذه التغييرات بنفسي.

ويحدوني الأمل في العودة سريعا إلى المملكة وأثق بأن زيارتي قد أرست العمل التأسيسي لقيام الخبرات وقطاع الأعمال والاستثمار البريطاني بدعم خطط النقل الطموحة للمملكة العربية السعودية حيث تعد هذه الزيارة الأولى ضمن زيارات عديدة وبداية للعديد من الفرص الجذابة للمملكتين.

وزير النقل البريطاني