فاتح عبد السلام

كثر‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬تطورات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬ايران‭ ‬واسرائيل‭ ‬يكون‭ ‬ميدانها‭ ‬ارض‭ ‬سوريا‭ . ‬وذهب‭ ‬كتاب‭ ‬بارزون‭ ‬في‭ ‬صحف‭ ‬امريكية‭ ‬يروجون‭ ‬لهذ‭ ‬الاحتمال‭ ‬ووصفه‭ ‬بالوشيك‭ ‬او‭ ‬المرتقب‭ ‬وربما‭ ‬الحتمي‭ ‬أحياناً‭ . ‬

ما‭ ‬مبررات‭ ‬الحرب‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬وقعت‭ . ‬هناك‭ ‬سببان‭ ‬الاول‭ ‬وجود‭ ‬عسكري‭ ‬ايراني‭ ‬تراقبه‭ ‬اسرائيل‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬تراقبه‭ ‬روسيا‭ ‬،‭ ‬وان‭ ‬هذا‭ ‬الوجود‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يبرره‭ ‬في‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الروسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخالفها‭ ‬ولا‭ ‬تؤيدها‭ ‬اسرائيل‭ ‬،‭ ‬واذا‭ ‬ازداد‭ ‬الوجود‭ ‬الايراني‭ ‬بما‭ ‬يشكل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬اسرائيل‭ ‬فإنها‭ ‬ستشن‭ ‬حرباً‭ ‬ضده‭ . ‬وهذا‭ ‬احتمال‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الضعف‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬روسيا‭ ‬تحكم‭ ‬الايقاع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بفعل‭ ‬قواتها‭ ‬الجوية‭ ‬وتفوقها‭ ‬التكنولوجي‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬اي‭ ‬عامل‭ ‬ايراني‭ ‬يشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬لاسرائيل‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭ ‬أبداً‭ ‬،‭ ‬لأنّ‭ ‬ايران‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬سوى‭ ‬امكانية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بحوزتها‭ ‬صواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تسربت‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أيضاً‭ ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬الصواريخ‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للانطلاق‭ ‬من‭ ‬ارض‭ ‬سورية‭ ‬لأنّ‭ ‬دمشق‭ ‬الجزء‭ ‬المتماسك‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬بعد‭ ‬الانهيارات‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬أغلبية‭ ‬المدن‭ ‬السورية‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬خيار‭ ‬الحرب‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬تدميرها‭ ‬،‭ ‬بيد‭ ‬دولة‭ ‬اخرى‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬الحليفة‭ ‬الأثيرة‭ ‬ايران‭ . ‬كما‭ ‬إن‭ ‬روسيا‭ ‬تنسق‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبتين‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬معا‭ ‬،‭ ‬ولن‭ ‬تسمح‭ ‬بخروقات‭ ‬داخل‭ ‬الرقعة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬نفوذها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬وقرارها‭ .‬

السبب‭ ‬الثاني‭ ‬انّ‭ ‬اندلاع‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬يعني‭ ‬فتح‭ ‬جبهة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬حتماً‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬وارداً،‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬ان‭ ‬الداعم‭ ‬الشعبي‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬موجوداً‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬بعد‭ ‬تدخله‭ ‬واستنزافه‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬إنّ‭ ‬نزوح‭ ‬اللبنانيين‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬التي‭ ‬تغرق‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬وتداعياتها،‭ ‬وإنّما‭ ‬نزوح‭ ‬الى‭ ‬البحر‭ ‬ليس‭ ‬إلاّ‭ .‬

اسرائيل‭ ‬ذاتها‭ ‬اليوم‭ ‬قالت‭ ‬انّها‭ ‬ردّت‭ ‬بالقصف‭ ‬على‭ ‬قذيفة‭ ‬سورية‭ ‬ضلّت‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬الجولان‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬تعرف‭ ‬جهة‭ ‬تصويب‭ ‬القذائف‭ ‬السورية‭ ‬الأخرى‭ ‬الراشدة‭ ‬هذه‭ ‬الايام‭ .‬