خالد أحمد الطراح 

نشكر اميركا الدولة الصديقة والحليفة على متابعتها الحثيثة والدقيقة لوضعنا المحلي، ولكن اسمحوا لي كمواطن كويتي بالعتب على الحليف الاستراتيجي الاميركي الذي له في قلوب الشعب الكويتي كما لبريطانيا ودول التحالف الدولي والعربي والخليجي ايضا، مكانة رفيعة جدا اعادت الحق والسيادة الكويتية الى الكويت في عام 1991 بعد تحرير دولة الكويت الصغيرة بمساحتها والكبيرة بمكتسباتها الدستورية.


ايها الحليف الاميركي عتابي ليس سياسيا وإنما عتاب الأصدقاء المفعم بالود، فالعتاب السياسي من اختصاص الحكومة وليس جمعيات النفع العام والمواطنين، فقد قست علينا كشعب كويتي تقاريركم مضمونا وتوقيتا!
فكلما لاحت بالأفق نيران ازمة، وحطت على ارض الواقع شظاياها في شتى المجالات بادرت – وليس استعجلت – وزارتا الخارجية والخزانة الأميركية وكذلك مراكز البحوث الاميركية بتقليب المواجع في وجدان الشعب الكويتي الذي يصبو الى العز والازدهار، كما فعل الآباء والأجداد من مؤسسي دولة الكويت من امارة صغيرة حتى اصبحت دولة مدنية ذات دستور مكتوب، فقد آلمنا تقرير وزارة الخارجية الاخير بجرعات مكثفة اكبر مما نحتمل بشأن الحقوق السياسية للمرأة الكويتية التي كان لها وما زال لها نصيب في نهضة الكويت تعليميا واقتصاديا وقانونيا وثقافيا وسياسيا (القبس 2018/4/22).
فالمرأة الكويتية التي بادر الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح، طيب الله ثراه، باقتراح مشروع قانون لمنحها الحقوق السياسية، ولم تحظ تلك المبادرة حينها بالتأييد النيابي بفارق بسيط، ولكن لله الحمد شقت المبادرة طريقها برلمانيا بعد ان اعادت بعض القوى السياسية حساباتها، خصوصا من وقف ضد حقوق المرأة السياسية في البداية!
المرأة الكويتية، وهو امر لا يخفى على استخبارات دول عظمى، شاركت في نضال سياسي جسديا ومعنويا ابان مرحلة عاصفة وقاسية بعد فجر الثاني من اغسطس 1990 علينا كشعب، ولكننا اليوم نعيش تحديا ربما بافتعال دون تعمد وقصد اثارة الفتنة الاجتماعية لكننا نخشى ان تطول هذه الفتنة المجتمع بكامله، وتعصف بنا فرقة اجتماعية بغيضة لمجتمع جبل على التسامح والسمو فوق الجراح، حتى بالنسبة لما ورد في التقرير بشأن «معتقلين سياسيين»، فقد تعايشنا مع هذا الوضع المؤلم مرغمين، وخارج ارادتنا، ايمانا منا بعدالة القضاء.
اما بالنسبة للأمور الاخرى المتعلقة بظروف عمل الوافدين وحقوقهم، فهذه الكارثة وعدتنا الحكومة بحلها منذ سنوات، واجتثاث مصادر الفساد ايضا، ولكن استشفينا من الحكومة ان قرارات كهذه تحتاج الى مزيد من الوقت، وربما تشكيل لجان عليا وفرعية ايضا وهو ما يقتضي التحلي بالصبر والتأني في الحكم.
نتمنى من الحليف والصديق الاميركي ان يصبر علينا ومعنا، فبيئة العمل السياسي عندنا مختلفة عنكم حيث ان عملنا المؤسسي يقوم اساسا على «احسان النية»!
ايها الحليف.. احسن النية بسياسات الحكومة وتقاسم معنا الينسون والبابونج، فهما من مصادر الراحة والهدوء التي نحرص عليها يوميا ونتطلع ايضا ان يتم مستقبلا صرف حبوب الزنكس (ZANAX) مع التموين الشهري.