الأمير خالد بن فيصل بن تركي بن عبدالله

الحوار.. الحوار.. الحوار هو مفتاح التفاهم والاحترام وبناء ثقافة الاختلاف، فالحوار كآلية تبادل الأفكار والآراء ليس بوابة للتنازل عن القيم والثوابت، ولكنه مسار يبني الاحترام ويعزز القوة. المملكة العربية السعودية دولة تعمل بمنطق الاحترام والقوة، لذلك قادتنا يتقبلون الحوار كأساس لخلق ثقافة الاحترام والتسامح، وبنفس الوقت لإبراز القوة بقوة الإمكانات والسياسات، ولم تكن يوماً قوة دعاية وشعارات. جميع لقاءاتي مع النخب السياسية في عمّان العزيزة تنطلق من هذا المبدأ وتقابل أيضاً بنفس المبدأ، الأردن بلد يوجد به نخب فكرية وسياسية تعمل بأدوات الفكر والموضوعية، وليس وفق آليات الدعايات والتزييف، فهذه النخب تفرض عليك احترامها وقبول اختلافها معك. في السفارة السعودية في عمّان عملنا على أن يكون لهذه اللقاءات توقيت وأفكار لضمان استمرار الحوار والاستفادة من مخرجاته للجميع. تعلمت من سيدي خادم الحرمين الشريفين أن التعامل مع جميع شرائح المجتمع ينطلق من قاعدة اسمعني قبل أن تتبعني أو تؤيديني، فسياسة المملكة تنطلق من حمل الرسائل، وليس من خلق الرسائل - هنا أوضح - نحن نحمل رسالة الإسلام القائمة على الوسطية والاعتدال والحق، نحمل رسالة صالحة لكل زمان ومكان، رسالة تستوعب الجديد ولا تصطدم به، فهي رسالة تعمل على تحقيق المراد الحضاري للدين الإسلامي من هذا المنطق يجب أن تفهم وتقرأ.

زيارة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لواشنطن وبعض العواصم الأوربية، فسمو ولي العهد يعمل على تحقيق المراد الحضاري للدين الإسلامي بفكر يتقبل الاختلاف وبقوة تحافظ على الثوابت. المطلوب منا في هذا التوقيت البالغ الحساسية خارجياً ومن خلال سفارات بلادنا أن نعمل على توصيل رسالة المراد الحضاري لديننا الحنيف، ونعمل بقوة الفكر والحجة لتعزيز هذا المفهوم ونقطع الطريق على أصحاب الأفكار المتطرفة والمنحرفة، فاليوم الجميع يمتلك وسائل التعبير أفراداً ومؤسسات، ولكن المطلوب امتلاك قوة التعبير ولا نكتفي بامتلاك الوسائل.

المملكة العربية السعودية التي تحترم الحوار مع كل الثقافات لا تخشى الاختلاف الواعي والموضوعي، وبنفس الوقت لا تقبل انحرافات الفكر والتوجه المتطرف.

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية