قال زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري: «كلنا، أمامنا مرحلة جديدة، وكلنا نرى المنطقة تغلي، وعلينا جميعاً مسؤولية حماية البلد. الموج يعلو، وبلدنا يجب ألا يغرق. والريح تقوى، والعيش المشترك أكبر ضمانة في يدنا، لنمنع دخول الفتنة». في الوقت ذاته أخذت الكتل النيابية تتشكّل في ضوء نتائج الانتخابات النيابية وبدأ البحث في الكواليس في الاستحقاقات التي تليها، وأولها انتخاب رئيس للبرلمان في وقت ليس هناك منافس للرئيس نبيه بري، في ظل ما يتردد عن شروط في تشكيل الحكومة الجديدة.


وشيّعت بلدة الشويفات أمس علاء أبي فرج، وكانت شهدت توتراً كبيراً نتيجة مقتله وهو مسعف في «الحزب التقدمي الاشتراكي» قتل الثلثاء الماضي على يد أحد محازبي الوزير طلال أرسلان، بعدما كان الأخير رفض تسليم المشتبه بارتكابه الجريمة الذي ترددت معلومات عن تهريبه إلى سورية، ما تسبب في تأخير دفن الضحية. ووقعت الجريمة نتيجة رواسب التنافس الانتخابي. وأعلن «الحزب التقدمي الاشتراكي» بلسان النائب غازي العريضي أن «الفتنة في البيت الداخلي ليس لها مكان على الإطلاق ولن نسمح لأحد بأن يسرق الانتصار بالفتنة في بيتنا، ونحن فريق فاز في الانتخابات ولن نسمح لأحد بأن يسرق هذا الفوز في تشكيل الحكومة». وجرى التشييع أمس بلا إطلاق نار بناء على إصرار من وليد جنبلاط.

وقال الحريري في مهرجان خطابي حاشد لعشرات الآلاف من أنصاره ضاقت بهم الساحات والشوارع في محيط منزله وسط بيروت للاحتفال بالنصر في الانتخابات النيابية: «البلد سيتجاوز مرحلة التصعيد الإقليمي والدولي لنفتح صفحة جديدة تضع لبنان على خريطة الاستقرار والتقدم والبناء».

وشكّل الاحتفال الجماهيري لـ «المستقبل» استفتاء جديداً على زعامة الحريري، واعتبره مراقبون رداً غير مباشر على العراضات التي قام بها أنصار لـ «حزب الله» وحركة «أمل» في العاصمة يومي الإثنين والثلثاء الماضيين، واستفزت أهالي العاصمة بما فيها الأحياء المسيحية، ما دفع الرئيس بري والحزب إلى التبرؤ منها واستنكارها.

وقال الحريري للحشد الشعبي الذي أحاط بمنزله: «تيار المستقبل ما زال الرقم الصعب الذي يستحيل أن ينكسر في المعادلة الوطنية، وما زال صاحب أكبر كتلة نيابية صافية في البرلمان. يجب أن تتأكدوا أن سعد الحريري مستمر في الخط الأمامي لحماية لبنان».

وأضاف: «هناك نواب فازوا على أكتاف بلوكات سياسية أخرى، اجتمعت لخوض المعركة ضد تيار المستقبل. وكلنا نعرف مَن هم، في بيروت وصيدا والبقاع الغربي والضنية وطرابلس أيضاً». وخاطب الحشود التي جاءت من المناطق اللبنانية كافة، وهتفت باسمه وسط حماسة لافتة، قائلاً: «تيار المستقبل، ومحسوبكم سعد، وقف بوجه الجميع، وقال إن هؤلاء هم مَن يمثلون بيروت وكل المناطق». وزاد أن بيروت «أثبتت أنها عاصمة العروبة الحقيقية».

وكان الحريري أعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون لأكثر من ساعة ونصف ساعة، أنه بحث وإياه في ما بعد الانتخابات، وقال: «أننا مقبلون على مرحلة أفضل ومجلس النواب الجديد سيكون أكثر حيوية».

ورداً على سؤال أكد أنه مع الرئيس بري لرئاسة البرلمان. وعن المطالبة بحقيبة المال (التي نقِل عن بري مطالبته بأن تبقى للشيعة في الحكومة المقبلة) قال الحريري: «ليست المالية فقط تتم المطالبة بها. هناك وزارات كثيرة الشهية مفتوحة عليها...». وكرر أن الطلبات المسبقة قبل الاستشارات (حول تأليف الحكومة) «لا قيمة لها»، وأنه يعترف «بعرف واحد هو المتعلق برئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة (لجهة تخصيصها للطوائف) ولم أسمع بأعراف أخرى».

وينتظر أن يؤدي الحديث عن الحقائب الوزارية وأحجام تمثيل الفرقاء في الحكومة المقبلة التي تبدأ إجراءات تشكيلها بعد 20 الجاري، إلى سجال داخلي.