علي سعد الموسى

وفي التمهيد لفكرة صلب مقال ستحظى حتماً إما بالانقسام أو بالرفض سأبدأ بالقول: يؤسفني جداً أننا أصبحنا في هذه المنطقة من العالم أمام حتمية الخيار ما بين السيئ والأسوأ، أو كما تقول أدبيات التراث، ما بين العدو المضنون وبين العدو المضمون. قبل البارحة يغرد الصديق العزيز، عثمان العمير، وتسمح لي العلاقة إن قلت إنه بلحمه وعظمه شبهة كبرى قبل التغريد بما نصه (لو نشبت حرب إيرانية إسرائيلية لتصفية الميليشيات الأجنبية التي أدخلتها طهران إلى سورية... مع من ستقف...؟ سؤال يحتاج سرعة بديهة). انتهى.


والجواب الذي لا يحتاج مني عظيم شجاعة لأقوله جهراً على صدر صحيفة مكشوفة: سأقف مع إسرائيل ولكن بشرط وجود كل أركان الحيثيات والمسببات التي وردت في تغريدة عثمان العمير. قد لا يتذكر الجيل الخليجي الصاعد أننا وقفنا في الجانب الخطأ من المواقف قبل ثلاثة عقود وأكثر حينما قصفت إسرائيل مفاعل صدام النووي، ثم أدركنا بعد تلك الحادثة بعدة سنوات أننا كنا سنكون أسرى مختطفين لعربدة ديكتاتور لن يتورع يوم حرب الخليج في استخدام ذلك المنتج.
إيران اليوم هي من هدد حدود بلادي الشمالية بكتائب الحشد الشعبي العراقي. إيران اليوم هي من تمول علنا ميليشيا الحوثي على الحد الآخر من حدود الوطن. إيران اليوم هي من ترسل صواريخها البائسة إلى كل المدن السعودية، وإيران اليوم هي من تحتل علنا بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ولولا ذراع الرياض الطويلة جداً لكانت المسافة ما بين طهران والرياض أقصر من مسافة جسر الملك فهد ما بين الخبر والمحرَّق. إيران هي من أحرقت سفارتنا وقنصليتنا التي لا تخدم شيئاً سوى تأشيرة حجاج هذه الدولة المارقة. إيران هي من تقف وراء كل جماعة وكل حزب وكل قناة عربية تنبح ضد قافلة هذه المملكة، ولا تسمح مساحة المقال سوى بسرد نزر من الكبائر ودعك مما تفعل بنا من الصغائر. هل تحتاج مني شجاعة لأكتب بالخط الأحمر: إن إسرائيل لم تفعل لي شيئاً في كل تفاصيل حياتي اليومية الشخصية. الحوثي وزمرته ونصر الله وجوقته أخطر علي من «هاقانة» وإسرائيل ومن يمينها المتطرف، وكلاهما فكرة قاتلة، ولكنني للأسف مضطر للخيار ما بين عمامة الخامنئي وقبعة الحاخام.