بينة الملحم

لا خلاف أن مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت تطوراً كبيراً ليس فقط في تاريخ الإعلام، وإنما في حياة الأفراد والمجتمعات والدول على المستوى الشخصي والاجتماعي والسياسي، وجاءت لتشكل عالماً افتراضياً يفتح المجال على مصراعيه للأفراد والكيانات بمختلف أنواعها، لإبداء آرائهم ومواقفهم في القضايا والموضوعات المختلفة بحرية غير مسبوقــة.

ووفقاً لذلك، أنهت ثورة الاتصال الجديدة عدداً من المفاهيم كهرمية الاتصال، وحارس البوابة، وأحادية مصدر الرسالة، واستحدثت بالمقابل عدداً من المفاهيم الاتصالية الجديدة مثل: الوسائط الرقمية، والمجتمعات الافتراضية، والتشبيك الاجتماعي، وغيرها من المفاهيم والمصطلحات الأخرى، التي تدل في مجملها على مدى الوفرة والتنوع في وسائل الاتصال وأصبحت منافساً ونداً قوياً للصحافة الورقية نتيجة لما تتميز به من سرعة وحرية وسهولة اتخاذ القرار ومرونة وغيرها ومن أهم تلك المواقع التي تشكل نسبة السعوديين من مستخدميها الأكبر هو «تويتر».

وللأهمية المتزايدة التي يُشكّل فيها «تويتر» عاملاً اتصالياً يتجاوز فيه مجرد وسيلة للتواصل الفردي أو الشخصي أو حتى الاجتماعي البحت إلى وسيلة توظيف سياسي فقد أحسن مركز التواصل الحكومي في عقد ملتقى التواصل الحكومي مع تويتر، في ضوء ذلك يحضرني تقرير للوري بلوتكين بوغارت الباحثة في سياسة الخليج في معهد واشنطن، والذي أبدى اهتماماً لافتاً بنشر نتائج دراستين تظهران مدى الإقبال غير العادي للمملكة العربية السعودية على استخدام موقع تويتر مقارنة بما عليه الوضع في بلدان أخرى.

ومن قبل عدة سنوات ومع بدايات فورة إقبال المجتمع السعودي على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل معها وانكشاف مخطط ما كان يدعى بالربيع العربي زوراً والتوظيف السياسي لمواقع التواصل حذّرتُ من إقبال المملكة ومواجهتها لحرب إلكترونية وأن الحروب المقبلة لن تكون ربما من على دبابة إنما من خلف الشاشات.

وبما أثبتته الأحداث الثورية في دول الربيع العربي أن مواقع التواصل الاجتماعي ومنها تويتر قد لعبت دوراً تخريبياً وتنظيمياً فهذا يعكس خطورة/ أهمية تويتر وهذه المواقع، وإنها وإن بدت عفوية شخصية فهي يمكن أن تنظم وتوجه وتقود الرأي العام وهنا يبرز دور المؤسسات الحكومية ذات الصِّلة والعلاقة في مهارات التعامل على تويتر وصدقاً أن الفائز في حروب اليوم هو ليس من يملك أقوى طلقة إنما من يمتلك أنعم قوة!