حمود أبو طالب

لم أتمكن في لحظة من اللحظات استساغة مضمون أو أسلوب ما يطرحه المحسوب عنوةً على مجال الدعوة «عمرو خالد»، حاولت لكني لم أجد في هذره سوى الفراغ الفكري والخواء المعلوماتي، ولم أجد في أسلوبه سوى البهلوانية واللزوجة والتمثيل الفاشل الفج لاستجداء إعجاب المشاهدين، لكني كنت أستغرب من تسويقه في مرحلة ما بذلك الشكل الكثيف الذي جعله حاضراً في قنوات كثيرة وضيفا في منتديات ومناسبات عديدة. ربما هي طبيعة تلك المرحلة التي اختلط فيها الحابل بالنابل في ساحة الدعوة دون فرز أو تمييز، وهتاف الناس لأي شخص يمنح نفسه لقب داعية أو واعظ، لتتكشف المسألة لاحقا بأنها ليست سوى «بزنس» تدر مالا وفيرا دون أي مجهود، وتمنح شهرة وسلطة روحية لقيادة الجماهير، وهنا لا بد من تنزيه الدعاة من العلماء العارفين الزاهدين الذين لم يسقطوا في هذا المأزق الأخلاقي.

نتذكر هذا الشخص الهلامي عمرو خالد بمناسبة إعلانه عن الدجاج الذي أكد أنه يمنح الصفاء الروحي والارتقاء إلى الله، وهو الإعلان الذي جعل كل مواقع التواصل «تطقطق» عليه بسخرية لاذعة اضطرته إلى التوضيح والاعتذار، وكان عذرا أقبح من ذنب. ولكن عندما نقول إن عمرو وأمثاله نتاج مرحلة فإنه لا تثريب عليه عندما يرى غيره يستخدم تصنيفه كداعية شهير للترويج لسلعة غذائية معينة أو نوع من البخور أو العطور أو غير ذلك من السلع. هنا لا لوم على عمرو خالد عندما يقول «ما فيش حد أحسن من حد»، وعندما كانت الفرخة أول ما صادفته بحثا عن الإعلان قال «وما له الفراخ»، فأراد أن يتفوق على زملائه ويختصر المسافات فكانت الفرخة أقرب طريق إلى الله.

الحقيقة لا بد أن تتدخل الجهات المنظمة والرقابية على المواد الإعلانية من إقحام المحسوبين على كوادر الدعوة أنفسهم لتوظيف الجانب الديني بشكل متعسف وممجوج في مجال الإعلان احتراما لجناب الدين ومنعاً للتغرير بأتباعهم الذين يسير بعضهم خلفهم دون بصر أو بصيرة.