بينة الملحم

أحسن معالي سفير ملك الحزم والعزم لدى واشنطن سمو الأمير خالد بن سلمان في معرض سلسلة تغريداته على صفحة حسابه الشخصي بتويتر حول المزايدين على مواقف المملكة تجاه فلسطين وأنه لا يزايد على المملكة في قضية فلسطين إلا أولئك الذين يدورون في الفلك الإيراني.

من خلاصة بحث لمحمد أبو الرب «إيران وحماس.. ما بعد انتخابات المكتب السياسي»، ضمن الكتاب رقم 124 (مايو 2017) «إيران والإخوان الشيعة القطبيون»: دأبت إيران على اعتماد الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً عالمياً للقدس، ولئن لم يعد مفيدا التذكير بأن الحدث كان منذ إعلانه متاجرة إيرانية بالقضية الفلسطينية، بدليل أن إطلاق الخميني للشعار تزامن مع توقيع وزير الدفاع الإيراني لصفقة سلاح من إسرائيل، فإن المناسبة تحولت إلى فرصة للتعرف على أدوات إيران في المنطقة وتحيينها. حركة حماس وعلى اختلافها المذهبي مع إيران إلا أنها ترتبط معها بشبكة قديمة من العلاقات، عادت مجدداً إلى حيويتها بتضافر عاملين: تصعيد قيادة عسكرية في الانتخابات الأخيرة لحماس، وبحث إيران عن تجديد تحالفاتها بعد ترهل رهاناتها القديمة.

في حينه صرّح الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني: إن الوجود الإيراني في سورية وفلسطين وأن الاستراتيجية الإيرانية ثابتة لا تعرف التغيير ولا تختص بسورية فحسب بل تتعدى ذلك للدفاع عن فلسطين!

من المفارقات السياسية الساخرة أن إيران كما تدعم الجماعات الشيعية كحزب الله تدعم الجماعات السنية كحماس لأغراض سياسية؛ الدعم السياسي شيء والدعم الطائفي شيء كما تدعم إيران جماعة الإخوان المسلمين أكثر من حزب الدعوة الشيعي في العراق! فتحالف حماس مع إيران تاريخي وقد ارتبط بها منذ الثورة الإيرانية والفكر الإخواني حظي بإعجاب قادة الثورة الإيرانية منذ الأربعينيات قبل بدء الثورة الإيرانية أصلاً!

في المقابل العلاقة بين الإخوان وإيران بدأت منذ تأييد الإخوان للثورة الخمينية، ومن ثم بدأ الدعم المعنوي والسياسي من إيران للإخوان وأذرعتها، وتعتبر مرحلة ما بعد الثورة في مصر بينت أن إيران تحرس الإخوان وتحمي مشروعهم.

إذاً حماس هي جزءٌ لا يتجزأ من الإخوان وحماس مدعومة دعماً كاملاً من حزب الله، وحزب الله جزء من الكل وهو إيران فهي منظومة ذات مرجعية مترابطة أيديولوجياً وإن تمايزت سياسياً، واللافت أن الطوائف المتمايزة بين بعض الحركات وبعضها الآخر لم تؤثر في التحالف السياسي والأيدولوجي معاً.