نذير رضا

أعلن نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي أن المساعي لإعادة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة في بلدهم «ستكون نقطة مركزية في العمل بعد تشكيل الحكومة اللبنانية»، مؤكداً: «إننا لن نرضى أن تمر 24 ساعة بعد تشكيل الحكومة من غير أن يكون هناك بحث جدي لإعادتهم إلى بلادهم». وأكد الفرزلي أنه «إذا كانت هناك طريقة لإعادتهم بأسرع وقت عن طريق المجتمع الدولي، فإننا لن نمانع في ذلك».

وتحرك ملف النازحين السوريين على نطاق واسع إثر إعلان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أول من أمس، أن التنسيق مع النظام السوري متواصل، وعودة النازحين باتت قريبة. وجاءت تصريحاته بعد إعلان البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه طالب الرئيس الفرنسي بتشجيع النازحين على العودة إلى بلادهم.

وانتقد الفرزلي في حديث مع «الشرق الأوسط» الذين يرفضون التفاوض مع النظام السوري لإعادة النازحين، وهم يعلنون أنهم ضد بقائهم في لبنان، قائلاً: «ليس المهم أن تقول إنك مع عودة السوريين، بل المهم هو العمل من أجل عودتهم»، مضيفاً: «هناك من يرفع شعار عدم الدخول في مفاوضات مع دمشق، في وقت توجد فيه قنوات، ولو جامدة، مع الدولة السورية لاستجرار الكهرباء والتنسيق في ملفات أخرى»، مشيراً إلى أن الأطراف نفسها في الوقت ذاته «ترفض فتح الحوار بقنوات عودة السوريين تحت عنوان أنه يؤدي للتطبيع مع النظام السوري».

كما انتقد رافعي شعار عودة السوريين «ولا يتصدون للمقررات الدولية التي تشجعهم على البقاء ولا تحثهم على العودة»، في إشارة إلى مؤتمر بروكسل في أبريل (نيسان) الماضي.

ويقيم في لبنان أكثر من مليون سوري، وجدد الملف انقساماً في الساحة اللبنانية. ويقول «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» إن هناك مناطق آمنة في سوريا يستطيع السوريون العودة إليها، ولا يعارضون التنسيق مع النظام على عودتهم، فيما يرفض تيار «المستقبل» إكراههم على العودة أو التنسيق مع النظام، ويصر على أن الخطوة المضمونة والآمنة لعودتهم تكون عبر الأمم المتحدة. ولا تمانع الحكومة اللبنانية في عودة من يختار من السوريين بصورة طوعية إلى بلاده.

وأكد الفرزلي أن قضية عودة النازحين «غير خاضعة للنقاش ولا نساوم عليها مهما كانت النتائج»، معلناً أن الملف «سيتصدّر الأولويات السياسية بعد تشكيل الحكومة». وقال: «إذا كانت هناك طريقة لإعادتهم بأسرع وقت ممكن إلى بلادهم عن طريق المجتمع الدولي ومن غير التفاوض مع النظام السوري، فإننا لا نمانع في ذلك»، مشدداً على أن «غايتنا هي عودة السوريين إلى بلادهم وليس التفاوض مع النظام السوري».

واستشهد الفرزلي بدعم البطريرك الماروني بشارة الراعي لإعادة النازحين، خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أعلن الراعي أنه تناول مع ماكرون موضوع اللاجئين وأهمية عودتهم، مطالباً بتشجيع النازحين على العودة.

وكان اللواء إبراهيم أعرب عن اعتقاده بأن تكون هناك عودة للنازحين مماثلة لتلك التي نفذت من شبعا باتجاه بيت جن في ريف دمشق، قائلاً إن «الموضوع قريب»، كاشفاً عن تواصل مع السلطات السورية حول الآلاف من السوريين الذين ينوون العودة إلى سوريا. وقال: «أنا عادة لا أتحدث عن المواضيع عندما تجري، لكنكم لن تلبثوا أن تروهم في الباصات».

وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي، أعلن أنه بحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحديث عن موضوع النزوح السوري، مشيراً إلى أنه «في الغرب، بشكل عام، لا يفصلون حتّى اليوم العنصر السياسي عن العنصر الشعبي الإنساني في موضوع النازحين السوريين»، منوهاً بـ«أنّنا نقول إن هناك أماكن آمنة في سوريا، والنازحين يجب أن يتشجّعوا، والمجتمع الدولي يجب أن يشجّعهم على العودة وعلى إعادة إعمار منازلهم ليتمّكنوا من العيش، وإلا سيبقون في لبنان، ولا يمكننا أن ندفع الثمن».