خالد السليمان

شدتني بعض الانتقادات الموجهة في وسائل التواصل الاجتماعي لمسلسل العاصوف لمتابعة عدة حلقات منه، فلم أجد فيه ما يستحق كل هذه الانتقادات القاسية، وحاولت مناقشة بعض منتقديه فوجدتهم لم يشاهدوا حلقاته من الأساس، أي أن انتقاداتهم كانت على السمع ولمجرد أن كاتب العمل هو عبدالرحمن الوابلي وبطله هو ناصر القصبي، وهذا الانطباع السلبي الاستباقي لا يؤسس لنقد موضوعي صحيح!..

في الحقيقة وجدت الحلقات التي شاهدتها مسلية وممتعة، وهي تقدم حبكة درامية لقصة محددة المكان والزمان تخص شخصيات العمل، ولم تقل بأنها تقدم عملا وثائقيا أو تاريخيا عن الحياة في الرياض، وإذا كان البعض يحتج على إظهار بعض الصور السلبية في الشخصيات أو الأحداث فهذا لا يعني أنها صور عامة بل هذه تخص الشخصيات المحددة في العمل وضمن الحبكة الدرامية لقصة العمل، وهذا لا يسيء للصورة العامة للحياة الاجتماعية في الرياض في تلك الحقبة، فهذه النماذج السلبية كانت موجودة، وهذه السلوكيات المخالفة للعرف الاجتماعي كانت تحصل كما هي تحصل اليوم وستحصل غدا، في المقابل كانت الصور الإيجابية للحياة والنماذج الشخصية أكثر حضورا في العمل!

وفي المسلسلات والأفلام المصرية والسورية والتركية التي شاهدناها طيلة عقود كانت هناك دائما الكثير من الصور السلبية لبعض زوايا حياة مجتمعاتها، والهدف ليس تشويه صورتها بقدر ما هو تسليط الأضواء على بعض مواطن ضعف وخلل المجتمع!

باختصار.. أنت لا تشاهد مسلسلا تاريخيا أو وثائقيا، بل عملا دراميا لقصة تنحصر بشخصياتها، ومن يجد صعوبة في تجاوز ذلك ليعتبره مسلسلا خياليا ويسترخي ويتسمتع بالمشاهدة!