محمد نجيم 

يسلط الشريط الوثائقي الطويل «ورثة لوميير» للمخرج المغربي بوشتى المشروح الضوء على البدايات الأولى لصناعة السينما في المغرب، وأيضاً بداية ظهور القاعات السينمائية فيه، والتي تقول الكثير من المصادر المغربية والفرنسية إن بداية السينما في المغرب كانت سنة 1901 بعد قيام عدد من الفرنسيين بتصوير لقطات من أفلام تؤسس لبداية هذا الفن العريق بالمغرب تصويراً وعرضاً للأفلام الأولى المصورة بالأبيض والأسود، الناطقة أو الصامتة.

لكن المخرج المغربي بوشتى المشروح، له رأي آخر في هذا الموضوع، والذي أخذ من عمره سنوات من البحث والتنقيب في الأرشيفات المحلية والفرنسية، وخرج بما يؤكد أن بداية ظهور السينما في المغرب كانت قبل ذلك التاريخ بكثير.

وقال إن أول فيلم تم تصويره بالمغرب كان على يد الأمير ألبير الأول حاكم موناكو وذلك سنة 1897، وأضاف أن أمير موناكو زار مدينتي آسفي والرباط حيث صور بهما شريطين قصيرين يشكلان البداية الحقيقية. وبحسب مخرج الفيلم، فإن «ورثة موليير» ومدته 110 دقائق يتضمن حقائق جديدة تهم بدايات السينما بالمغرب، «للأسف فتاريخ بداية السينما بالمغرب المعتمد من طرف المركز السينمائي، ومواقع حكومية أخرى، يتضمن معلومات ومسلمات مغلوطة، والفيلم يجعل تلك المعلومات والمسلمات محط تساؤل ومناقشة، كما يتحدث الفيلم عن فئة مهمشة كانت صانعة للفرجة السينمائية، وتشتغل في القاعات السينمائية، من خلال مهن مرتبطة بالقاعة السينمائية، وارتبط مصير هذه الفئة بمصير القاعة السينمائية، وعند إغلاقها، أصبحوا عرضة للتشرد».

وأكد المشروح أن أول ارتباط للمغرب بالسينما كان على يد الأخوين لوميير، وأنهما أرسلا مساعدين لهما لتصوير مشاهد بالمغرب، وتم تصوير فيلم «راعي الماعز» المغربي (حسب الرواية الرسمية المعتمدة)، وأن هذا الفيلم يحمل رقم 1394 في كتيب أفلام الأخوين لوميير!، للأسف، من خلال البحث الذي قمت به، فإنه لا وجود لفيلم اسمه «راعي الماعز» المغربي، أو «الفارس المغربي»، وأن الأخوين لوميير لم تطأ أقدامهما أرض المغرب أبداً!، وأن عنوان الفيلم الذي يحمل رقم 1394 هو «تمارين في التزحلق على الجليد»، ومضمونه هو تدريب على التزحلق لصيادين من الآلب بمنطقة بريانسون في جبال الألب الفرنسية، أما عن أول فيلم تم تصويره بالمغرب لحدود الساعة، فكان على يد الأمير ألبير الأول حاكم موناكو، وذلك سنة 1897، حيث صور أثناء زيارته إلى المغرب، فيلمين قصيرين جداً، الأول بالرباط، والثاني بمدينة آسفي..

ولمزيد من تسليط الضوء على بدايات السينما في المغرب يقول المخرج: «بعد أن توصلت لهذه المعطيات، راسلت معهد لوميير بفرنسا، واستفسرت عن مجموعة من المعطيات، من بينها ما قلته قبل قليل، ومعلوم أن معهد لوميير من المعاهد السينمائية الكبرى في العالم، ويضم كل أعمال الأخوين لوميير».

ويحفل الفيلم الوثائقي بمشاهد وشهادات حية لأناس عايشوا، قبل عهود كثيرة، بداية السينما في المغرب، كما يقدم شهادات من كانوا يشتغلون في القاعات السينمائية بمدن المملكة، وهم الآن يجدون أنفسهم عرضة للبطالة والضياع، بعد إغلاق القاعات السينمائية واندثارها.