محمد سالم البلهان 

 شد انتباهي ما جاء في مقالة الأخ الصديق علي احمد البغلي، التي نشرتها جريدة القبس الغراء في عددها رقم 16169 بتاريخ 5 يونيو 2018، التي تناول فيها ما هو عليه مستوى التعليم الحالي في الكويت. تطرّق إلى قضية من قضايانا الوطنية المهمة، التي تستوجب الوقوف حيالها، والتحرّي عنها، وكشف أسباب انحدار التعليم، خدمة للبلاد ومستقبلها.
وتأكيداً لما جاء، أذكر هذه الواقعة التي تؤكد صحة ما قاله.

في إحدى السنين، وأنا أمثّل دولة الكويت في دولة أوروبية، أرسل للسفارة موظف دبلوماسي جديد للعمل فيها من الكويتيين، وكان ذاك الزميل خريج إحدى الجامعات الأميركية، ونظراً الى حداثة تعيينه في السفارة، فقد أسندت إليه في البداية مهمة الشؤون المالية والإدارية، في مرحلة يتعرّف خلالها على كيفية العمل الدبلوماسي في الخارج.
من الصدف أن تكون فترة التحاقه بالعمل في السفارة هي فترة السنة المالية الجديدة، التي تتطلب إعداد التقارير المالية، وتدقيق حسابات السفارة مع البنوك التي تتعامل معها، حينها خاطبني مدير البنك، الذي تتعامل معه السفارة هاتفياً، وقد أعلمني بأن السفارة أرسلت الى البنك موظفة محلية لمراجعة وتدقيق حساباتها، وبما أن هذا الموضوع له سرية خاصة، فإنه يرفض أن تقوم موظفة محلية بهذه المهمة، وأنه يطلب أن يرسل الى البنك موظفاً دبلوماسياً كويتياً مسؤولاً يقوم بالمهمة.
ولما بحثنا عن سبب عدم قيام الموظف الجديد بإيداع مهمته واعتماده على موظفة محلية، اتضح أنه لا يجيد الحديث بالإنكليزية، ولا يجيد قراءة وكتابة لغتهم، أما كيف حصل على شهادته التي من المفروض أن تكون باللغة الإنكليزية فعلمه عند الله.
أما أن يتخرج الطالب الكويتي، كما ذكر في مقالة الأستاذ البغلي، في المدارس الثانوية، وهو لا يجيد القراءة ولا الكتابة، أليس ذلك كارثة لها نتائجها المؤسفة السيئة مستقبلا؟ لأنه في حال ضرب التعليم وتزعزعت أركانه في أي بلاد في الدنيا، فإن ذلك سيعكس أضراراً فادحة تؤدي إلى تدمير مقومات الحياة الاجتماعية، وبالتالي تحطيم ونسف هياكل النهضة التنموية في البلاد، وشل نمو التقدم الاجتماعي.
ان الخلل في التعليم، مهما كان شكله، آفة تعيق كل مقومات الحياة في الأمم والشعوب. ولذا، فإن المطلوب برجاء حارّ من كل السادة المسؤولين في البلاد، كل في اختصاصه، ألا يستهين بما جاء بمقالة زميلنا البغلي، بل إن الواجب الوطني «الغيور» يستوجب على الجميع، ممن يعنيهم الأمر، ملاحظة ما جاء في تلك المقالة والتحقيق للتأكد من سلامة وصحة التعليم، درءاً لانحطاطه أو انهياره.
الكويت أيها الأخوة الكرام أمانة في أعناق أهلها، فحافظوا عليها يحفظكم الله.