سامر إلياس

كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن أميركا لم تُطلع موسكو على تفاصيل «صفقة القرن» الأميركية للسلام، لكنه استبعد ان تنجح واشنطن في تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي منفردة. في الوقت نفسه، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق لـ «الحياة» عقب لقائه بوغدانوف في موسكو امس، أن الحركة ترفض «صفقة القرن»، وترد عليها عملياً بـ «مسيرات العودة».


وأعرب بوغدانوف عن ثقته في «عدم قدرة الأميركيين على تسوية هذا النزاع بمفردهم، ولو كانوا قادرين على ذلك، لفعلوا ذلك منذ زمن بعيد». وحض على ضرورة العمل الجماعي لتحقيق التسوية، مشيراً إلى دور اللجنة الرباعية الدولية، ومشدداً على أن «الشيء الأهم هو أن يجلس الطرفان، فلسطين وإسرائيل، إلى طاولة المفاوضات». ولفت إلى أن موسكو «سبق أن اقترحت عليهما ساحة لإجراء مثل هذه المفاوضات». وأكد استعداد بلاده للعمل مع جميع الشركاء للتوصل إلى حل، بالتعاون مع الأوروبيين والأميركيين والأمم المتحدة والعرب.

إلى ذلك، وصل وفد من «حماس» إلى موسكو أمس بقيادة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وهذه هي الزيارة الثانية منذ نهاية آذار( مارس).

وحض ابو مروزق روسيا على لعب دور أكبر في حل أزمات الشرق الأوسط، وقال في اتصال أجرته معه «الحياة»، إنه بحث مع الجانب الروسي «دور موسكو والمجتمع الدولي في حماية الفلسطينيين المشاركين في مسيرات حق العودة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، وصفقة القرن، والمصالحة الفلسطينية».

وفي ردٍ على أن موقف «حماس» يبدو ملتبساً في ما يخص «صفقة القرن»، قال أبو مرزوق: « لسنا في مبارزة، ونرفض صفقة القرن»، لافتاً إلى أنه ليس «هناك أي حوار بيننا وبين الولايات المتحدة التي تحاربنا ليلاً نهاراً». وشدد على أن «حماس تواجه صفقة القرن عملياً، ومسيرات العودة أبلغ رسالة لايضاح موقفنا بأن الصفقة مرفوضة».

لكنه أوضح أن «تحرك بعض البلدان إنسانياً لحل مشكلات غزة لا يُعدّ تماهياً مع صفقة القرن»، ورأى أن «لا مبرر لأحد أن يقف موقفاً سلبياً من حل مشكلات غزة عوضاً أن يكون مساهماً في هذه المشكلات». وكشف أن هناك «تفكيراً روسياً لدعوة الفلسطينيين للحوار حول المصالحة والوحدة الوطنية كخطوة أولى لتجاوز الذرائع التي توضع أمام الفلسطينيين وتمثيلهم ووحدة موقفهم».