سامر إلياس 

اتفق البيت الأبيض والكرملين على قمة سيعقدها الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في موعد ومكان يُعلنان اليوم، ويُرجّح أن يكون في أوروبا منتصف الشهر المقبل، ويناقش خلالها الزعيمان ملفات ساخنة.


لكن القمة قد تثير غضباً لدى حلفاء للولايات المتحدة يريدون عزل بوتين، مثل بريطانيا، أو ممّن يشعرون بقلق من موقف ترامب تجاه روسيا. كما يُرجّح أن تثير استياءً لدى منتقدين للرئيس الأميركي، في الولايات المتحدة وخارجها، يطرحون تساؤلات في شأن التزامه الحلف الأطلسي، ويخشون رغبته في تطبيع العلاقات مع موسكو.

وكانت وسائل إعلام روسية وغربية تحدثت عن عقد القمة في النمسا أو فنلندا، بعد حضور ترامب قمة الحلف الأطلسي في بروكسيل في 11 و12 الشهر المقبل وزيارته بريطانيا في 13 منه.

وقال مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون إن ترامب سيطرح مع بوتين «مجموعة كاملة من الملفات»، لافتاً الى أنه لا يرى «أي شيء غير عادي» في شأن القمة.

وكان مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أعلن تحديد موعد ومكان لـ «أهم حدث عالمي هذا الصيف»، مشيراً الى أن بوتين وترامب سيجتمعان «في بلد ثالث لساعات، وهذا أمر عملي جداً بالنسبة الى روسيا والولايات المتحدة». ولفت الى أن التحضيرات تحتاج أسابيع، مرجّحاً أن يلتقي الرئيسان على «إفطار عمل، ثم (يعقدان) مؤتمراً صحافياً مشتركاً».

وذكر أن القمة «نوقشت منذ مدة طويلة، وعبر قنوات مغلقة»، مشيراً الى أن البيت الأبيض والكرملين سيعلنان اليوم مكانها وموعدها. واضاف أن الرئيسين «يمكن أن يتفقا على بيان مشترك، من شأنه رسم الخطوات اللاحقة للجانبين وتحسين العلاقات الثنائية، وتفعيل الإجراءات المشتركة على الساحة الدولية وضمان الاستقرار والأمن الدوليين». ولفت إلى أن على الجانبين مناقشة «ملفات ضخمة، مثل الاستقرار الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب الدولي، ثم المشكلات الإقليمية التي تشمل كل حالات الصراع المعروفة، والتصحيح العام للعلاقات الثنائية».

واشار أوكاشوف الى أن بوتين وبولتون ناقشا العلاقات بين موسكو وواشنطن و»مسائل الاستقرار الاستراتيجي»، والسيطرة على السلاح النووي، كما «بحثا في المشكلات الاقليمية، مع التركيز على سورية وأزمتَي أوكرانيا وكوريا الشمالية، والوضع المتعلّق بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني».

وسُئل عن اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، فأجاب أن بوتين وبولتون «تطرقا إلى الأمر باختصار شديد، ومن جانبنا أعلنا بوضوح أن روسيا لم تتدخل ولن تتدخل في شؤون الولايات المتحدة، خصوصاً في انتخابات 2016».

وكان بوتين رحّب بزيارة بولتون، معتبراً انها «تثير أملاً بأن نتخذ خطوات أولى نحو إعادة بناء علاقات متكاملة بين بلدينا، على أساس المساواة واحترام مصالح بعضنا بعضاً». وشدد على أن روسيا «لم تسعَ قط إلى مواجهة»، مبدياً أسفه لأن «العلاقات الروسية - الأميركية ليست في أفضل حالاتها». وكرّر أن السبب «يعود في درجة كبيرة إلى صراع سياسي محتدم في واشنطن».

وعلّق بولتون قائلاً: «حتى في السابق حين كانت تواجهنا خلافات جدية، اجتمع قادتنا ومستشاروهم، وكان ذلك مهماً، وبات ضامناً للاستقرار في العالم. والرئيس ترامب ملتزم تحقيق هذه الأهداف».