افتتح أخيراً في واجهة المجاز المائية التي تضم مجموعة من المطاعم والمقاهي العربية والغربية الحديثة، وتطل على بحيرة خالدة في الشارقة، مقهى «الراوي» الثقافي، ليكون الأول من نوعه في هذه المنطقة السياحية التي تتميز بطابعها العمراني المعاصر، ولينهض مجاوراً لمقاه عالمية تنتشر من حوله مثل «إللي كافيه»، و«أمورينو جيلاتو» للمثلجات والقهوة، و«دانكن دونتس»، وسواها.

ويضم المقهى، الذي صمم بطابع هندسي يمزج بين فضاء المكتبة وعمارة المقهى الحديث، العديد من الأرفف التي توزعت فوقها عشرات الكتب الثقافية والأدبية، في مقدمها «منشورات القاسمي» المختصة في طباعة ونشر وتوزيع مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وثمة مجموعة واسعة من إصدارات دار «روايات»، حديثة التأسيس، والمختصة في ترجمة الروايات الغربية إلى اللغة العربية، وهي جزء من دار «كلمات» في الشارقة. إلى ذلك ثمة العديد من العناوين الغربية في حقول المعرفة المختلفة.

المقهى افتتح منذ أسبوعين، والكتب المعروضة فيه متاحة للبيع والقراءة، وفي حال رغب المرء بالقراءة يمكنه الجلوس وتناول ما يريد من مشروبات وقراءة الكتب التي يفضلها كما يمكنه أن يقتنيها بعد دفع سعرها.

ويعكس افتتاح هذا المقهى الاهتمام المتزايد لنشر وإشاعة ثقافة القراءة في الشارقة، هذه الإمارة التي تتميز بحيوية فنية وثقافية عالية على مدار أيام العام؛ فإلى جانب المكتبات الثقافية العامة وتلك المكتبات الملحقة بالدوائر والمؤسسات والأندية وسواها، ثمة مبادرات عديدة طرحت في السنوات الأخيرة لتكريس حضور الكتاب وتعزيز مكانته بين عامة الناس.

وفي السنوات الماضية، احتضنت بعض المقاهي والمطاعم في الشارقة، فعاليات أدبية وأمسيات موسيقية إلا أن هذه المبادرات كانت تصدر من جهات رسمية، أما إدارات هذه المحلات التي ترتادها طبقة المثقفين والفنانين إلى جانب سواها، فلم تُسجل لها مبادرات مماثلة؛ فهي لا تستضيف القراءات الأدبية أو معارض التشكيل أو الندوات وغير ذلك من الأنشطة الثقافية، بيد أن بعضها يظهر اهتماماً بالرموز والعلامات الثقافية، الكلاسيكية والمعاصرة، إما عبر نشر صور وجداريات لكتّاب وفنانين ومطربين، عرب وغربيين، أو من خلال بث المقطوعات الموسيقية والأشعار أم اللوحات التشكيلية المنسوخة.