ياسر باعامر


يمكن القول إن أهم الدلالات التي خرج بها المشاركون في اليوم الأول للمؤتمر الدولي للعلماء حول السلم والاستقرار في أفغانستان، والذي تستضيفه المملكة، وبدأ أعماله في جدة أمس، هو حرص القيادة السياسية السعودية على إنهاء حالة التشظي وعدم الاستقرار المستمرة منذ نحو 4 عقود، والتي أدخلت الفرقاء الأفغان في ساحة حرب مفتوحة، وتفاعلها المثمر في محيطها الإسلامي. 
ويأتي المؤتمر الدولي الذي يختم أعماله اليوم في العاصمة المقدسة بإعلان «مكة حول توطيد السلم والاستقرار»، لتسهيل عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان، وتوقف جميع أعمال الإرهاب والتطرف العنيف التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، ويحظى باستضافة ومتابعة دؤوبة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ورعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.

البيئة المواتية

استطاع المؤتمر أن يحشد الرأي الشرعي الإسلامي لنزع التأويلات الخاطئة للدين الإسلامي من الجماعات الإرهابية بمشاركة 105 علماء مسلمين من مختلف أقطار العالم، وتهيئة منصة مناسبة وبيئة مواتية لمناقشة أوضاع جمهورية أفغانستان. 
ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، الحكومة المركزية الأفغانية، وكل المكونات المجتمعية إلى التجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين، بتوحيد الصف، وإزالة أسباب الفرقة، وتطويق كل مسببات العنف، لإحلال السلام والوئام في الجمهورية الإسلامية، وقال «جاء المؤتمر الدولي حول أفغانستان تنفيذا لرغبة مؤتمر القمة الإسلامي ومجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بهدف دحض التأويلات الخاطئة لتعاليم الدين الإسلامي من الجماعات الإرهابية، ونزع الشرعية عن أفعالها ودعايتها في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحقة، وإيجاد بيئة مواتية للمصالحة السلمية».

نقطة فارقة

أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن الاجتماع يمثل نقطة فارقة ليس فقط لمستقبل أفغانستان بل للمنطقة ككل، وذكر أن وجود هؤلاء العلماء دليل واضح على توافر الإرادة السياسية القوية في تحقيق المصالحة الوطنية والسلم والأمن والاستقرار الدائم، خلال إستراتيجية جماعية وعمل مشترك لطي صفحة المواجهات والنزاعات بين الفرقاء. 
وأشار عدد من العلماء والمسؤولين الأفغان الحاضرين إلى أن توقيت عقد المؤتمر الدولي للعلماء حول السلم والأمن في أفغانستان يأتي في وقت مفصلي، ومرحلة دقيقة تمر بها بلادهم، بسبب معاناة الشعب الأفغاني الكبيرة من الفرقة والتمزق والاقتتال، ويترقبون أن يخرج بنتائج إيجابية تنعكس على مستويات الأمن والاستقرار.

المشاركة السعودية

جاءت المشاركة السعودية خلال إمام وخطيب المسجد الحرام، المستشار في الديوان الملكي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، الذي أكد في كلمته الافتتاحية ممثلا للعلماء «على مسؤولية العلماء في بث روح التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع»، مشيرا إلى الأمانة الكبرى المعقودة على المؤتمر، وأن يرسم توجّها في سبيل تحقيق الأمن والسلم في جمهورية أفغانستان.
أما وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، فقد ركز في كلمته الافتتاحية على اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحرصه على استقرار جمهورية أفغانستان، واستتباب الأمن والسلام، موضحا المسؤولية العظيمة الملقاة على العلماء في تبيان الحقائق، والابتعاد عن الفرقة، وإظهار حكم الشريعة في الخروج عن طاعة ولاة الأمر الذي يؤدي إلى الفتنة.
ويتضمن المؤتمر جلستين عامتين: الأولى بعنوان «المصالحة في الإسلام.. دور العلماء في إحلال السلم والاستقرار في أفغانستان»، والثانية بعنوان «موقف الإسلام من الإرهاب والتطرف العنيف».
فيما رحب مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها أمس بقصر السلام بجدة، بعقاد «المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلام والاستقرار في جمهورية أفغانستان» لمساعدة في جهود تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وإدانة الإرهاب والتطرف.
يذكر أن اليوم الأول ناقش في الجلسة العامة الأولى: المصالحة في الإسلام: دور العلماء في إحلال السلم والاستقرار في أفغانستان، وفي الجلسة العامة الثانية ناقش موقف الإسلام من الإرهاب والتطرف العنيف.

جهود السعودية لدعم أفغانستان

الحفاظ على وحدة الأراضي الأفغانية

إنهاء جميع الأعمال العسكرية حفاظا على الأمن والسلم الأهلي

دعم جميع مبادرات السلام

حقن دماء الشعب الأفغاني

إدانة التطرف والإرهاب

أبرز نقاشات المؤتمر

دور العلماء في إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان

موقف الإسلام من الإرهاب والتطرف

إعلان مكة لتوطيد السلم والاستقرار في أفغانستان

5 أهداف مفصلية للمؤتمر الدولي للسلام في أفغانستان

01 تعزيز السلم والاستقرار في أفغانستان
02 تسهيل عملية المصالحة الوطنية 
03 إيقاف أعمال الإرهاب والتطرف المتنافية مع الإسلام
04 دحض تأويلات الجماعات المسلحة الخاطئة للدين ونزع الشرعية عنها 
05 إيجاد بيئة مواتية للمصالحة السلمية

الجهات المشاركة في المؤتمر

 منظمة التعاون الإسلامي
قادة من العلماء في أفغانستان
نخبة علماء المسلمين من أنحاء العالم