عادل الحربي

الإعلام العربي انضمت إليه مؤخراً نكتة «اختراق» وكالة الأنباء القطرية؛ حتى أصبحت جميع أخبارها محل شك وتحتاج إلى تأكيد من جهة رسمية أخرى؛ والعاملون في الصحافة وفي غرف الأخبار يدركون أن هذا ادعاء ساذج وأن أي اختراق يسهل نفيه بسرعة وبسهولة دون الحاجة للجعجعة التي فضحت حالة الكذب والارتباك.

وهنا لا ننفي اختراق الإعلام القطري، بل هو مؤكد للأسف؛ حتى أصبح النظام القطري في المأزق الذي يعيشه اليوم غير قادر على التحكم بأجندته وتوجيهه نحو التهدئة أو التصعيد، فالأمر بالنسبة للنظام القطري هو فعلاً خارج السيطرة، وأجزم أن أي إصلاح أو تعهدات من النظام القطري ليست إلا مضيعة للوقت، إذ لا يمكن له أن يتخلص من هذا الاختراق بسهولة ويعدل سلوك إعلامه؛ لأن ذلك لن يتم إلا بالانقلاب على قيادات التنظيمات الإرهابية التي تخترقه وتعبث بقراراته.

الجديد هو ما وصلت إليه بذاءات شبكة الجزيرة الإعلامية وفرعها «بي إن سبورت»، وإذا رأيت الانحطاط بدأ يتدفق والسفالة بدأت تتسيد فأعلم أن أصحابها يحملون قضية خاسرة.. ولم يعد لديهم ما يسترهم!!.. وماذا نتوقع من مرتزق يعلم يقيناً أن ارتباطه بالمستنقعات هو ارتباط حياة، وأن طمرها يعني طمره معها وانقطاع مصدر رزقه.

وشاهدنا كيف وصل الانحطاط الإعلامي القطري إلى سفالة استئجار بعض مشردي أوروبا لملاحقة السياح السعوديين في موسكو ومدن أوروبية، وكأن المواطن السعودي هو المسؤول عن تشرده أو عن الحال في وطنه!!.. ومعلوم بلا شك أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وأن تشردهم في أوروبا لا علاقة للخليجيين به؛ لكن قطر تستغلهم وسترمي بهم بمجرد إطفاء الكاميرا ونشر المقطع المفتعل.. وقد تنازلت قناة الجزيرة في ذلك عن كل أخلاقيات المهنة والضوابط المهنية لتنشر تسجيلاً رديء المستوى والمضمون لأحد المغتربين العرب يلاحق مواطنين سعوديين في موسكو أو جنيف.

«بي إن سبورت» كانت تعتقد أنها إمبراطورية لاتقهر وأن احتكارها يخولها العبث بهوايات الشباب وحرفها عن براءتها؛ حتى جاءت قضية قرصنتها وكشفت مدى هشاشة جهازها، وأن عملية قرصنة على الهامش اتت عليها، وبتنا لا نسمع عنها إلا صراخها في كل مناسبة رياضية (حتى مناسبات رياضة التنس)، زاعمة أننا نقف خلف قرصنة البث التي تقوم به «بي أوت كيو»، رغم مصادرة المملكة لآلاف الأجهزة من منطلق التزامها بواجبها الذي تحتمه الاتفاقات الدولية وليس رأفة بحال أهل الاحتكار.

التخبط على كل المستويات، من استئجار المشردين في الشوارع لافتعال المظاهرات وإعمال الشغب، إلى استئجار اتحادات التنس والسباحة وكرة الطاولة؛ بحثاً عن حل.. والحل دائماً في الرياض.