كلمـة الرياض

 

من موقعه كقائد للأمة الإسلامية وراعٍ لمصالحها ومدافع عنها تحدث خادم الحرمين الشريفين عن الدور المهم الذي يؤديه العلماء في خدمة الإسلام والمسلمين.

وفي كلمته التي خاطب بها -أيده الله- المشاركين في المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلام والاستقرار في أفغانستان حدد الملك سلمان خارطة الطريق التي يمكن العبور من خلالها إلى حلول دائمة للحروب والأزمات وآفات التطرف والإرهاب التي تعيشها الأمة منذ عقود، وذلك من خلال تأكيده على أن العلماء خير من يعمل على خدمة الدين الحنيف، وبالتالي فهم خير من يعمل على توحيد كلمة الأمة وجمع شملها.

دعوة مخلصة أطلقها خادم الحرمين الشريفين تعبر عن تفاؤل القائد بنجاح العلماء وقدرتهم على الإسهام من خلال تعزيز ثقافة الحوار البناء وتهيئة مناخ التسامح والتصالح في طي صفحات الماضي وفتح آفاق جديدة تشكل مستقبل أفغانستان التي يتطلع شعبها إلى الأمن والاستقرار بعد أن عانى كثيراً من ويلات الأزمات السياسية والحروب الطاحنة.

رؤية الملك سلمان واهتمامه الكبير بالشأن الأفغاني يمثلان تواصلاً لما قدمته المملكة العربية السعودية للشعب الشقيق منذ بدء الأزمة في بلادهم وما تبعها من حرب أهلية من خلال مساعدات إنسانية واقتصادية وجهود سياسية لم تنقطع لجمع كافة الأطراف الأفغانية على كلمة واحدة تنهي أسباب الفرقة والخلاف بينها، وهي الجهود التي كانت محل تقدير جميع أبناء الشعب الأفغاني الذين تعاملت معهم المملكة على قدم المساواة فلم تتحيز لطرف على حساب آخر ولم تنتصر إلا لرأي أبناء الشعب الراغب في إنهاء الاقتتال بين الفرقاء والعيش بسلام.

رسائل كثيرة وجهها خادم الحرمين تشكل مخرجاً للأزمة الأفغانية ستدعمها المملكة بلا شك، وستقوم بكل ما أوتيت من جهد لإنجاح أي مسعى للسلام ينهي فترة قاتمة من تاريخ أفغانستان ويعيدها إلى ممارسة دورها الفاعل والمأمول في العالم الإسلامي.