محمد الحمادي

كان وسيبقى النظام القطري يعيش حالة الإنكار والرفض لكل الحقائق التي تواجهه بها الدول الأربع التي قاطعته منذ أكثر من عام لأسباب واضحة أعلنتها حينها، ومنها دعم الدوحة للإرهاب وتمويلها جماعات إرهابية، بالأمس كشفت تسريبات الـ «بي بي سي» عن دفع نظام قطر فدية للإرهابيين في العراق لإطلاق سراح عدد من الرهائن القطريين، وبهذا التسريب تتضح معلومات تؤكد تورط الحكومة القطرية في دعم الإرهابيين في العراق وإيران وسوريا.

مليار ومائة وخمسون مليون دولار هي القيمة الإجمالية التي دفعها النظام القطري لجماعات إرهابية، فهل هناك فدية أكبر منها دفعت في التاريخ لإرهابيين بهدف فك محتجزين، وكان المستفيد من هذه الصفقة هو الإرهاب الذي كان سيعيش سنوات طويلة يمارس أعماله التخريبية والإجرامية ليس في العراق فقط، وإنما في المنطقة بأسرها، بل وفي العالم.

النظام القطري خطر حقيقي على العالم وأول من يجب أن يعرف ذلك ويدركه هو الشعب القطري الذي من الواضح أنه لا يدرك حجم الأدوار التخريبية التي قام بها «الأمير الوالد»، ووزير خارجيته «بن جبر» اللذان استمرا طوال فترة حكمهما في دعم الإرهاب وتمويل الجماعات التي اختارت التآمر على دول وشعوب المنطقة، وعملت بشكل ممنهج ضد أنظمة الحكم، وليس دعم الأمير الوالد لحزب الله الإرهابي بخمسين مليون دولار إلا مثال بسيط على إصرار هذا النظام على إضعاف الدولة اللبنانية وتقوية الميليشيات الإرهابية.

والحقيقة التي يكتشفها العالم يوماً بعد يوم أن النظام القطري استخدم كل مؤسساته وكل مسؤوليه في تحقيق أهدافه في دعم الإرهاب، فالعديد من كبار المسؤولين القطريين متورطون في دعم الإرهاب أو التنسيق مع الإرهابيين، وكثير من المؤسسات القطرية متورط أيضاً، وأكبر مثال على ذلك، الخطوط الجوية القطرية التي ثبت نقل طائراتها المدنية الأموال للجماعات الإرهابية ومساعدتها على جرائمها ضد البشرية، والدليل على ذلك، ما قام به الطيران القطري في نقل الأموال لفك الرهائن المحتجزين في بغداد في عملية تلاعب فضحتها الحكومة العراقية!

فهل يمكن الثقة في هذا الطيران بعد هذه الفضيحة التي تكشف تعريض سلامة الركاب للخطر، وتؤكد أنها لا تراعي أنظمة الطيران المدني في تعاملاتها.

بعد هذه التسريبات لا يوجد دليل واضح وصريح يدين دولة لدعمها الإرهاب كما فدية صفقة إطلاق سراح الأسرى القطريين، فهذا الدليل أكبر شاهد على سياسات النظام القطري الداعم للإرهاب.. وهو ما يؤكد من جديد أن القرار الذي اتخذته الدول الأربع كان صحيحاً ومبنياً على حقائق وليس مواقف، والأيام المقبلة ستكشف أشياء أكثر للعالم في دعم قطر للإرهاب، وهذا مهم ولكن الأهم أن يعمل العالم على إيقاف دعم نظام قطر للإرهاب.