روبرت مور*

تحدث السناتور ليندسي جراهام، وهو صوت جمهوري بارز، عن الأمن القومي والسياسة الدولية، الأسبوع الماضي، خلال زيارة إلى الشرق الأوسط، محذرا تركيا من مزيد من تورطها العسكري في الحرب الأهلية السورية، حتي لا تورط نفسها في مستنقع. 

وبتتبع تاريخ الدولة المضطرب، بداية من سقوط الإمبراطورية العثمانية، واتفاقية سايكس - بيكو الخبيثة وحتى عام 1916، سيتضح أن سورية وُجدت على مدار القرن الماضي كمزيج لا معنى له من المجموعات المعادية تاريخيا، والتي اضطرت للعيش تحت الحكومة نفسها، لافتا إلى أن حركة الربيع العربي حفّزت ببساطة المظالم التي طال أمدها ضد السنّة في سورية من الحكام العلويين في دمشق، وظهرت خطوط الصدع على السطح.

من الصعب خلق فهم أساسي لهذا الصراع، نظرا لمئات الفصائل والتحالفات المتغيرة على الأرض، فضلا عن التعقيدات التي تضيفها المصالح المختلفة للأطراف الخارجية. 

ويبدو أن تركيا أكثر تعرضا للخطر من معظم الدول الأخرى، إذ تتقاسم حدودا طويلة مع الدولة الممزقة، وهي قلقة من عدم الاستقرار في الداخل، لكن معارضتها لتمكين الأكراد السوريين على حدودها، تضعها على خلاف مع الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، الذين يريدون استخدام الأكراد لمحاربة الجماعات المتطرفة، إضافة إلى ممارسة الضغط على نظام بشار الأسد.
وفي غضون ذلك، يواصل القادة الروس، إلى جانب إيران، دعم نظام الأسد، وقد اقتربوا بشكل خطير من بدء صراع أكبر مع تركيا وحلف شمال الأطلسي.

ولفت إلى أن غالبية القادة التشريعيين والتنفيذيين الأميركيين من كلا الجانبين، قد أيدوا مزيدا من التدخل الأميركي في النزاع، من تدريب وتجهيز مجموعات المتمردين، إلى الدعوة إلى مناطق حظر الطيران، وتدخل عسكري أكبر. 
فهل الولايات المتحدة في مأمن من التناقضات الإستراتيجية والتعقيدات التكتيكية التي قد تعاني منها دول أخرى في سورية؟ مشاركتنا هناك منذ عام 2013 تظهر أننا لسنا كذلك. 

لقد تم إلغاء البرنامج الأولي لتدريب وتجهيز معارضين سوريين- مبادرة بقيمة 500 مليون دولار - عام 2015، بعد فشلهم في الاقتراب من تحقيق التوقعات، ولكن أيضا بسبب المخاوف المتزايدة من وصول الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى أيدي الجماعات المتطرفة التي تريد محاربتها في القتال. 

وتحركت إدارتا ترمب وأوباما بعيدا عن إرسال أعداد كبيرة من القوات الأميركية إلى سورية، بدافع القلق من التورط في حرب شاملة، واستحالة النجاح الإستراتيجي.

ينبغي على القادة الأميركيين، لا سيما أولئك الذين لديهم مسؤوليات في الكونجرس، أن «يتراجعوا ويراجعوا مشاركتنا في الصراع السوري بعقلية تنحاز إلى مصالح الأمن القومي الفعلية، حماية وطننا وحقوق وحريات الشعب الأميركي».

روبرت مور*

مستشار في السياسة العامة بأولويات الدفاع – صحيفة (ناشونال إنترست - الأميركية)