يسهل استكشاف الثقافة العربية ومجالاتها، واستكشاف تأثير العرب والعربية وعلومها في حضارات العالم، ومدى أهمية القيم العربية مثل الكرم وأصول الضيافة في لعب دور لا يمكن تجاهله لتعزيز تقدير الثقافة العربية وتسهيل فهم العرب المقيمين في دول الغرب بشكل أفضل، إضافة إلى أن بلدان العالم العربي تتشارك في ثقافة وتقاليد ولغة وتاريخ يمنح المنطقة هوية تميزها عن أجزاء أخرى من العالم الإسلامي.

وقد يبدو من الصعب قياس مدى معرفة الثقافة العربية في الخارج، نظراً لكونها تختلف بشكل كبير من شخص لآخر ومن مكان إلى آخر، فبعض الأشخاص يلمون بالشيء الكثير عن الثقافة العربية من خلال دراساتهم أو تفاعلهم مع المهاجرين العرب أو من خلال الأعمال الأدبية والفنية والسينمائية العربية، في حين أن آخرين قد يكونون على دراية محدودة بها بسبب نقص أو قلة تعرضهم للفنون والمجالات الأخرى، ما يجعل الثقافة العربية تصور من قبل بعض المصادر على أنها ثقافة سلبية أحادية البعد، ما يؤدي إلى عدم الثقة وسوء التواصل وقلة التعاون.

ويساعد تعلم اللغة العربية على حصول المجتمعات الأخرى على نظرة ثاقبة للقيم الثقافية وتقليص الفجوة اللغوية بين الأمم، فضلاً عن المساعدة على حل الصراعات بين الثقافات وتجنبها وتعزيز تصور أكثر دقة وإيجابية للثقافة العربية، فمعرفة اللغة العربية تساعد على تحقيق التفاهم بين الثقافات.

ويسمع الكثير من الناس في الغرب عن الحياة في الشرق ويتناولون أطباقاً من المطبخ العربي، ولكن هذا التعرض المحدود لا يخبرهم بكل ما يمكن معرفته عن طريقة الحياة العربية ما لم يكونوا قادرين على التواصل مع الترجمات والمعلومات التي تصل إليهم بسهولة وبطرق أسرع من خلال مهرجات الفن والأدب والسينما والتلفزيون.

ويبقى الاهتمام بالتعليم أمراً لا خلاف عليه، لأن دروس اللغة العربية والورش العملية حول الثقافة العربية سواء باللغة العربية أو بلغة البلد الغربي يمكن أن تزيد من التوعية بالثقافة العربية، وتمهد لتواصل جاد بين الثقافتين، وتبرهن الكتابة في المدونات وإنشاء المحتوى الرقمي ومشاركة التجارب والقصص الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي أنها من أهم الطرق التي تزيد من التفاعل بين الناس، وتستطيع إيصال رسالة مدى تشابه القضايا المجتمعية وما هي الأشياء التي يتفق عليها الشرق والغرب، وكيف يمكن التعاون مع المؤسسات الثقافية المحلية لتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة وتبادل الخبرات والمعرفة التي تختلف باختلاف الخلفيات والاهتمامات، وكيف يمكن للمهاجرين العرب أن يكونوا سفراء للثقافة العربية في الخارج ويسهموا في تعزيز التفاهم والتواصل الثقافي بين مجتمعاتهم الأصلية والمجتمعات التي يعيشون فيها الآن.

وتلعب المخطوطات والتواصل مع المهاجرين العرب دوراً في تعريف العالم بالثقافة العربية، ولكن لا يمكن الجزم بأنها كافية بمفردها بل يتطلب التعرف إليها بشكل كامل جهداً وتفاعلاً مستمراً مع الأدب والتاريخ والفن والفولكلور والعلوم والطعام والموسيقى والمشاركة المستمرة في الفعاليات الثقافية العربية التي تقام في الخارج والاهتمام بحضورها، وكذلك بتعزيز محتوى أدوات التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية بكل ما يمكن من معلومات وبيانات تخص الثقافة العربية ومجالاتها.

وتنجح مساهمة المهاجرين العرب بشكل كبير في نشر الثقافة العربية في الخارج من خلال عدة طرق كالمحافظة على التقاليد والقيم ونقلها إلى الأجيال الجديدة في بيئة الهجرة، والمشاركة في الأنشطة الثقافية من خلال تنظيم وحضور المهرجانات الثقافية والعروض الفنية والمعارض، وتوظيف الفن والأدب العربي، حيث إن الاستفادة من الفن والأدب العربي تعزز الفهم والتفاهم بين الثقافات المختلفة في الخارج وتقربها من جميع الفئات بدون حدود.