الألم موجود في حياتنا، إنه يعيش معنا ويذكرنا عندما نخطئ في حق أنفسنا، إنه يعتبر بمثابة منبه أو تذكير لإصلاح أنفسنا، دون شك أن الألم قد يكون متعدداً، فهناك الألم النفسي والألم الجسدي، كلاهما له ناحية إيجابية، نحزن لأن هذا جزء من شخصياتنا وجزء من حياتنا وتكويننا، بل هو جزء من طبيعة الدنيا التي نعيشها، ولا يوجد إنسان يمكن أن يرفض الحزن، أو لا يتلبسه الوجل والكآبة، لأن المصائب تأتي وتحضر من كل حدب وصوب، ولا فكاك منها.

تروى قصة عن أحد الحكماء تقول إنه فجع بوفاة ابنه، فوقف على قبره وبكى مطولاً، فاقترب منه أحد تلامذته وسأله قائلاً: أيها الحكيم كيف تبكي وأنت تعرف أن الحزن لا يفيد؟

فرفع الحكيم رأسه نحو تلميذه السائل، وأجابه وهو في حسرة تامة: إن هذا هو السبب الذي يبكيني.. في أحيان كثيرة لا يكون المصاب نفسه هو ما يحزننا، ولكن هو عجزنا عن تقديم المساعدة لمن نحبه، مثل أن يصاب عزيز علينا بالمرض ونشاهده وهو يئن من وطأة الألم، فلا نملك ما نقدمه له من مساعدة مع الرضا بقضاء الله وقدرة وأحياناً قد نجلب الألم لأنفسنا دون أن ندري.

فأحد الأطباء المشهورين عندما دخل كلية الطب كان كلما قرأ عن مرض كان يعانى من أعراضه ويتأثر بما يقرأ بشكل مباشر بل إننا نرى بعض الأطباء قد يمرضون بنفس المرض الذي طالما عالجوا منه الكثيرين كنوع من التأثير بمن حولهم، لذلك فالحل في معالجة ذلك الألم بمحاولة تجاوزه والابتعاد عن مصادر الألم أو إعادة ترتيب الأولويات وتجاوز الناس المحبطين والذين قد يشكلون الألم في حياتنا وإبعادهم عن محيط حياتنا اليومي.

فأحياناً الألم قد يساعدنا على التخلص من علاقتك المؤذية حتى يتسنى لك النجاح والتميز. ولعلاج مثل هذه الحالة أجد كلمات بليغة للمؤلف الأمريكي مطور دروس تحسين الذات الراحل «ديل كارينجي» قال فيها: «إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة، إليك بهذه القاعدة:

عدد نعمك وليس متاعبك». نعم كم نحن بحاجة لنشعر بما في أيدينا، بما نملكه من نعم وقدرات ومواهب، نحتاج أن ننظر لما نملكه ونملأ أنفسنا بالقناعة والرضا، أما المخاوف عند كل عثرة، أو وساوس المستقبل، فنحن لا نملك أمامها سوى العمل والجد والاجتهاد والتوفيق والنجاح بيد الله، فلنغمر قلوبنا بالقناعة، ونبعد عن أنفسنا القلق، وما يرافقها من توترات وأمراض نفسية.