«كان صرحاً من خيال فهوى»،.. ظالمة هذه كرة القدم، وقاسية أيضاً، ففي ليلة وضحاها تتغير الأحوال وتتبدل التوقعات وتتقهقر الطموحات وتنخبص النفسية وتصبح دماراً بسبب المستديرة المكارة.

بكل تأكيد أتحدث هنا عن الهلال، الذي أخرس طوب الأرض من بداية الموسم ولم يدع أي فرصة لمتربص أو متابع للانتقاد أو الطقطقة.

فريق حقق المثالية في كل شيء، فمنذ 9 أشهر استطاع الهلال أن يبهر الجميع، بمدرب داهية الدواهي، ولاعبين أجانب بجودة عالية، يدعمهم محترفون محليون دوليون بقيادة سالم الدوسري، ومن خلفهم جهاز إداري محنك يديره فهد المفرج، ومجلس إدارة يقدم لهم كل شيء برئاسة فهد بن نافل.

27 جولة في الدوري دون خسارة، 34 فوزاً متتالياً، تربع من خلالها على أفضلية أندية العالم، فعلاً من كان يصدق أن يتعثر الهلال؟

ولكن للأسف، بعد حصول الهلال على كأس السوبر من أمام الاتحاد وتتويج الفريق بالكأس، بدأت القصة الحزينة وتحولت الأفراح إلى أحزان.

غرق الهلاليون (إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً وجماهير) في الأفراح والليالي الملاح، وكأنهم حققوا كل شيء، بينما لم يحققوا إلا بطولة واحدة أضعف من أن نقارنها من ناحية الأهمية بكأس آسيا والدوري أو كأس الملك التي لا تزال متاحة لغير الهلال.

ورغم ذلك، توقعت بشكل شخصي الخسارة من العين قبل مباراة الذهاب التي انتهت برباعية، وأعلنتها بشكل واضح في برنامج الديوانية بالقناة الرياضية السعودية، وبنيت توقعي بعد متابعتي لتصريحات لاعبين هلاليين بعد كأس السوبر ووصولهم لحالة الاكتفاء والثقة المفرطة بعدم قدرة أي فريق أن يهزمهم، وأن ذهابهم للإمارات مسألة وقت والعودة فائزين على العين، ولكنهم اصطدموا بفريق محترم ومنظم، تعامل مع المباراة بكل جدية وواقعية، واستطاع أن يتأهل إلى نهائي كأس آسيا من أمام الفريق الذي لم يُهزم.

فتح مدرب فريق العين الطرق المغلقة أمام مدربي الدوري السعودي، في كيفية هزيمة الهلال، والوصفة كانت سهلة وبسيطة ولكنها غابت 27 جولة عن 17 مدرباً واجهوا خيسوس الهلال.

الهلال يبعد عن أقرب منافسيه النصر بـ 12 نقطة، ليست بعيدة ولا مستحيلة، فالخروج الآسيوي عادة ما سينعكس سلباً وسيؤثر بشكل واضح على اللاعبين، وسيدخلون في ضغط نفسي داخل الملعب خوفاً من أي تعثر قادم.

الهلال لديه 4 مواجهات صعبة من أصل 7، أمام الفتح والأهلي والنصر والتعاون، وتبقى مواجهات الوحدة والحزم والطائي ليست سهلة ولكنها معقدة نوعاً ما.

لذلك فوز النصر في بقية مبارياته وخاصة المباراة المباشرة أمام الهلال، المتوقع تعثره في 4 مباريات على أقل تقدير، سيمنح النصر تجاوز المتصدر والحصول على الدوري.. لا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم وإلا لما استطاع العين إخراج الهلال.

سؤال يراودني وسمعته يتردد في كثير من المجالس.. هل انتهى موسم الهلال واكتفى بكأس السوبر؟

... وللحديث بقية.