بعد أيام قلائل من بداية عام 2017 أو "عام الخير"، الذي خصصه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ تتواصل بشائر الخير من أرض العطاء، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ بتوجديه الاحتفالات الخاصة بيوم جلوس سموه لإطلاق مبادرات تركز على عمل الخير، وأطلق سموه بهذه المناسبة مبادرة "بنك الامارات للطعام".

هذه المبادرة بالغة الأهمية والفائدة حيث تستهدف التعامل مع أحد أهم الأحتياجات الحيوية للبشر في كل مكان، حيث سيشكل هذا البنك منظومة إنسانية متكاملة لترسيخ قيمة إطعام الطعام تضم قطاع الفنادق والمصانع الغذائية والمزارع ومؤسسات الضيافة ومحلات السوبر ماركت الضخمة والمتطوعين، وسيقوم بالتعامل بشكل احترافي مع فائض الطعام الطازج والمعلب بإشراف الجهات المعنية المختصة والقيام بتوزيعه داخل وخارج الدولة بالتعاون مع شبكة من المؤسسات الإنسانية والخيرية المحلية والدولية.

اختزل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فلسفة هذه المبادرة الرائدة من خلال قوله "إن عام الخير فرصة ذهبية لإطلاق إمكانيات إنسانية وإبداعات خيرية لشعب الإمارات وكل مؤسساته، وأحببنا أن نبدأ عام الخير بمبادرة تتعلق بأهم احتياجات الإنسان وهو الطعام وأن نبدأه بتعميق خصلة من أهم خصال شعبنا وهو الكرم".

والمعنى هنا أن سموه قصد المشاركة في عام الخير من خلال مبادرة تلبي أهم الاحتياجات الانسانية، وفي الوقت ذاته تعبر عن واحدة من أهم خصال شعبنا الكريم، الذي وصفه سموه في التصريح ذاته بالقول أنه "من أكرم الشعوب" وهو كذلك بالفعل.

مبادرة "بنك الامارات للطعام" تحقق أحد أهم أهداف "عام الخير"، حيث تصب في مصلحة هدف حيوي هو مأسسة العمل التطوعي والخيري، وجعله مستداماً، فعمل الخير ليس جديداً على إمارات الخير، وإرث المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يشهد بذلك، كما تشهد وتنطق به سلسلة طويلة من الجهود والمبادرات الانسانية والاغاثية التي أمر بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله، كما تشهد بذلك أيضاً أيادي الخير والعطاء التي تمتد بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله.

الخير في دولة الامارات منذ تأسيسها ويعرف العالم كله ذلك جيداً، والنقلة النوعية التي تحدثتها مبادرة "بنك الامارات للطعام" تتمثل بالفعل في هدفين استراتيجيين أولهما المأسسة والاستدامة كما ذكرت سالفاً، وثانيهما قائمة على الأولى أو مترتبة عليها، وهي تخطيط العمل الخيري الخاص بتوزيع الطعام بحيث يصل إلى كل مكان سواء عبر مبادرات مبتكرة أو عبر مؤسسات انسانية مختلفة، ما يعني أننا بصدد بناء شراكات جديدة في العمل الخيري، وربما تتوسع إلى شراكات دولية عابرة للجغرافيا هدفها الخير والعطاء وإطعام الطعام، بما يعزز الوجه الانساني والحضاري للامارات والعالم في مواجهة تغول العولمة وتيارها الجارف، الذي بات يهدد الكثير من القيم الحضارية والانسانية النبيلة.

مع بداية عام الخير، نثق أن دولة الامارات العربية ستكون عنواناً للخير المستدام عالمياً في ظل مأسسة هذا الجهد الانساني الرائع، وفي ظل ما نلمسه من تسابق محمود على المشاركة في جعل هذا العام نقلة نوعية في تاريخ العمل الانساني عالمياً.

إن ما تقوم به قيادتنا الرشيدة في دولة الامارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يفتح نوافذ الأمل في أن منطقتنا لديها من الخير والقيم النبيلة التي تصدرها للعالم، ما يصب في خانة تصحيح الصورة الذهنية للدين الاسلامي الحنيف، الذي تعمل تنظيمات الارهاب على تشويهه ليل نهار؛ حيث تتولى مثل هذه الجهود تقديم الوجه الحقيقي لهذا الدين الحنيف، وإظهار ما ينطوي عليه من تسامح وعطاء ومحبة للآخرين.