مسرحية أخرى من مسرحيات المجتمع الدولي والدول الأقليمية والعالمية وعلى رأسها الدولة التركية، هذه الدولة التي تحلم بأن تعيد أمجاد الدولة العثمانية في السيطرة على الدول ونهب خيراتها وثرواتها كما فعلت عبر المئات من السنين، حيث أتفقت كما تقول وسائل الإعلام وما أكثرها في الوقت الراهن، ومع الأسف الكثير منها غير صادقة وغير مهنية في أغلب معلوماتها وتلعب الدور السلبي وتروج لكثير من الأفكار الهدامة والتي دمرت بنية الكثير من المجتمعات العربية واججت النزعات الطائفية في تلك المجتمعات.

تقول هذه الوسائل بأن القوات التركية سوف تدخل محافظة أدلب السورية من أجل محاربة جبهة النصرة الإرهابية، وفعلاً حشدت تركيا قواتها على الحدود السورية، وبالأمس دخل وفد تركي الأراضي السورية بمرافقة هذه الجبهة والتي من المفرض أن تحاربها القوات التركية كما يقول أردوغان، فهو يقول بأن قيامه بهذا العمل هو تنفيذ لقرارات أستانة، ودخول قواته هذه يشبه قيامه بعملية درع الفرات، ويقول بالأحرى أن عملية درع الفرات لم تنتهي بعد، وأن هذا الدخول هو بالأتفاق مع روسيا، حيث ستقوم القوات الروسية بالسيطرة الجوية في الحين تقوم القوات التركية بالعملية البرية، وتدعم الجيش الحر، وهنا لاأدري عن أي جيش حر يتحدث أردوغان.

هذه الجبهة وأن غيرت أسمها فسوف تبقى إرهابية، ففكرها وثقافتها وإيديولوجيتها هي ثقافة وإيديولوجية إرهابية ترفض الغير وترتكب بحقه أبشع أنواع الأجرام، فثقافتها تبيح لها السرقة والسلب ونهب أملاك الغير وتحلل دمه، نعم هذه مهما أطلقت على نفسها من تسميات فهي إرهابية في العمل والفكر والجذور، فقد أرتكبت هذه الجبهة الجرائم بحق الشعب الأعزل ودمرت البنية التحتية للمجتمع السوري وجلبت وحوت قطاع الطرق والمجرمين من كل أصقاع الأرض وجلبتهم إلى الأرض السورية ونهبوا وسرقوا كل ما وصلت إليه إياديهم القذرة وأغتصبوا وسبوا النساء، فثقافتهم تحلل لهم ذلك، فتباً لهكذا ثقافة وفكر.

لا أدري أي غبي سوف يقتنع بهذه المسرحية التي تقوم بها القوات التركية في الأرض السورية، فإذا كان أردوغان ينوي محاربة جبهة النصرة الإرهابية، فكيف يدخل الوفد التركي بمرافقة أعضاء منها، وإذا كان ينوي محاربتها فلماذا يعالج جرحاها في المشافي التركية، وإذا كان ينوي محاربتها لماذا فتح لها الحدود التركية وسمح لها بالتجوال ولماذا سمح لها بأستقدام المقاتلين عبر أراضيها، وإذا كان أردوغان صادقا في محاربته لها لماذا دعمها ويدعمها لوجستييا و معنوياً، القاصي والداني يعلم بأن هدف الدولة التركية هو ليس محاربة الإرهاب في السورية وأنما همها الوحيد هو الوقوف في وجه الكرد إينما وجدوا، فهم ضد الكرد وحقوقهم وحرياتهم سواء كانوا في تركيا أو سوريا أو إيران حتى أن أردوغان هو أول من وقف في وجه صديقه البرزاني في عملية الأستفتاء التي قام بها، حيث هدد رئيس حكومته الكرد في الأقليم ولم يستبعد أستخدام القوة ضدهم إذا أستمروا في أستفتائهم.

معروف عن الحكومات التركية المتعاقبة بأنها تهضم حق الكرد وترفض الأعتراف بحقهم في تقرير المصير وتقوم بزجهم في السجون، وتقوم بعمليات الأعتقال التعسفي بحقهم، وكل همها هوعدم حصول الشعب الكردي على حرياته وحقوقه كبقية الشعوب، وليس هدفها من دخول أدلب سوى الوقوف في وجه الكرد ومحاولة منها لمنع الكرد من الحصول على حقوقهم الطبيعية في سوريا. فالمسرحية لم تنتهي بعد، حيث أن فصولها لم تكتمل بعد!!!!!


[email protected]