ألامس اطول خط مواجهه على الارض مع العدو كان مفتاح مليارات انهمرت من دول عربية علي صحراء الأردن بهدف قيام معسكرات خدمة العلم دون رصاصة واحدة في اتجاه غرب النهر. 

واليوم لا أموال بعد اتفاقية وادي عربه، التي خطها ضباط موساد مع عباقرة القانون الدولي من الإسرائيليين العاملين في اهم وأكبر الجامعات الامريكية، ومنها تحديدا هارفرد، تجد الأردن نفسها في مواجهه من نوع اخر وأخطر على أطول خط في الفكر والعقل الجماعي الاستراتيجي الصهيوني للدولة العبرية لإعادة ترسيم الدولة الأردنية من جديد يتم في تل ابيب وهو مفتاح إقامة النظام البديل ومستقبل ومصير الأردن.

وليس سرا، ان الوفد الأردني في اول زيارة الي الولايات المتحدة الامريكية لم يكن مؤهلا ولا مدعما بوثائق واستراتيجيات، بل كان البعض في حاله تخوف ورهبة من مقابلة الإسرائيليون مما حدا بأحد الوزراء المعروفين بالفكاهة الي إطلاق النكات لتخفيف الضغط عنهم. في نفس الوقت كان الأكاديميون الإسرائيليون مجتمعون لمراجعة فقرات من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سيلقيه.

و ليس سرا، ان الأردن في كل سياسته لا يتعدى خط كتابات تصف الحالة مثل " الز عرنة الإسرائيلية " و " براءة والد احد من المشاركين في المؤتمر من ابنه" و "ان لا قيمة للمشاركين او وزنا لهم في مؤتمر يدعو للوطن البديل" وغيرها من حالات نثرية و شعرية من أيام الجاهلية لا تغني و لا تسمن من جوع ، كما و تتحدث عن مواقف صلبة و قوة القرارات الأردنية و هي تعلم انها تضحك علي انفسها ، في وقت لا استراتيجية اردنية و إسرائيل غير عابئة بكل ما تفعل و تقول الأردن، و لن يهزها بعض من حبات رمال امام جبال مفكريها و سطوتها و قدراتها العسكرية التي تحدد حروبها القادمة سواء في ارض المعارك الحربية او المواجهات الفكرية او التوثيق العالمي و الساحات الدولية. إسرائيل فيل ذو حجم كبير ويجب ان تعامل من خلال هذا المنطلق.

انه ليس اول مؤتمر، حيث أيضا كل عام هناك في "هرتسيليا " مؤتمرا لتحديد سلم أولويات الاجندة الوطنية الصهيونية. مؤتمر يضم العقول بل هو العقل نفسه الذي يخطط ويطرح ويطور ويسوق للأفكار الحامية لدولة إسرائيل. 

مؤتمرات صهيونيه عدة تقام بانتظام تبحث في مقتضيات سياسية عملية لغرض مواجهة تحديات إسرائيل في المنطقة والتي تضم علي لائحتها حل القضية الفلسطينية على الأرض الأردنية من خلال إقامة "نظام بديل" وهو يختلف تماما عن " وطن بديل" والذي أقيم وانشآ وتم سواء انكرت الأردن او أنكر بعض "المتفلسطينين المتآردنيين"، او فلاسفة نفاق الحناجر. 

وليس ادل على ذلك من محور التجنيس، محور الحقوق المنقوصة، محور تمثيل المخيمات في مجلس النواب، محور تسليم مفاتيح باب الدار وغيره.

إسرائيل تعزز امنها القومي والدفاعي وتستخدم عقول استراتيجية امنية وسياسية وإعلامية لتطوير تمددها وبسط سلطتها والحفاظ على تفوقها وسيادتها في المنطقة في وقت الأردن بكل ما آوتي من قوة يطرد ويغيب ويحبط مفكريه ويستقطب أضعف ممثليه دون سلم أولويات وطنية ليبرع في رسم طريق الفشل والاستسلام لما هو قادم باستثناء حناجر " التنديد والرفض" بين الفينة والفين.

انه ليس المؤتمر الاول لتنتفض أقلام معينه، ولن يكون الأخير الي أن يتم ما تريده إسرائيل، والذي هو مرفوض جملة وأساسا فلسطينيا واردنيا، ولكن الرفض بدون استراتيجية ومفكرين وخبراء مشاركين في التخطيط هو أكبر خطاء سيمهد الي نجاح الرؤية الإسرائيلية حتى ولو بعد مائه عام. 

الإسرائيليون يمتازون بسياسة النفس الطويل، والثبات على الموقف، والتفكير العميق واستخدام المتخصصين من اليهود داخل وخارج إسرائيل بعكس الأردن الذي يفصل ين أبنائه ويكفر سياسية، ويقرب التافه والجاهل شريطة ولاء، وهذا من أحد اهم أسباب ما وصلت له حالة الأردن المتردية سياسيا واقتصاديا الان. على الأردن فورا ان يتوقف ويراجع خطواته وسياساته.

وللتذكير، فأن إيفي إيتام، وزير البني التحتية اقترح في أحد المؤتمرات في عام ٢٠٠٢، أقامه «دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء»، وفي عام ٢٠٠٣، طرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا أيلاند، في ٬وتمر اخر، مشروعًا ينص على مقايضة ما تقدر مساحته بستمائة كيلو متر مربع، من الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار الأردنية، ومن شمال سيناء المصرية، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، وذلك مقابل نقل أجزاء من النقب الغربي، إلى قطاع غزة، و100 كيلومتر مربع، من جنوب البحر الميت إلى الأردن. 

واقصد هنا أن الاقتراحات والمشاريع الإسرائيلية ثبت انها ليست "كلامية" ولكنها تحمل ادق التفاصيل مبنية على خرائط ودراسات وتوثيق وخطة عمل وبرامج تنفيذية وكيفية التمويل وتوجيه معنوي وتسويق استخباري. و نتساءل اين كان الاعلام و الساسة من كل ذلك ؟

هذا هو الفرق بين العقل الإسرائيلي والعقلية السائدة في الأردن الذي يعمل بالبركة وخيارات سيـئة لرؤساء حكومات وبعض من الوزراء وعناد غير طبيعي للإبقاء على نفس السياسات والأشخاص. لماذا؟ لا أحد لديه الجواب او لا يجرؤ أحد على الحديث.

المؤتمرات الإسرائيلية تعمل مثل خلايا النحل ووضعت استراتيجيات للهوية الإسرائيلية العالمية بمشاركة العرب عام ٢٠١٦، ولإيجاد بدائل للنفط في العالم وتحجيم دول النفط العربي في عام ٢٠١١، ومن نتائج المؤتمرات انها ضغطت على الإدارة الأمريكية قبيل توقيع الاتفاق النووي في عام ٢٠١٤، وقطعت الطريق على القوى الإسلامية بعد الربيع العربي في عام ٢٠١٢، وغيرها من الامور. خلايا نحل إسرائيلية ونوم حكومات اردنية في العسل، هذا هو الفرق الثاني.

وأقول مثل كثيرون غيري: لا يهم من شارك او سيشارك في مؤتمر "الوطن البديل في الأردن "لأن البديل قائم، الأهم هو كيف يمكن اختيار فريق أردني متفرغ ومتخصص لفهم ودراسة كل المشاريع الإسرائيلية و مخاطرها سواء إن كانت حل القضية الفلسطينية علي حساب مصر او علي حساب الأردن، ووضع استراتيجية للحفاظ علي تلك الدول و اجهاض المؤتمرات التي نتائجها تنفذ و تعتمد علي ارض الواقع، وإيجاد البدائل.

كلام الصبيان لا يؤثر في قلعة الفكر الصهيوني، و لا يصلح ان يترك الجمل و يهتم بالبردعة، و لا يجدي رفع الأردن شعار الانكار المستمر، ويطلق نوابه" خسئتم و يا أولاد ....." . 

لا تحل الامور هكذا، البداية وزير خارجية ذو رؤية، وفهم لطبيعة الصراع، قارئ ومحلل وعلى دراية بالقانون الدولي وماذا يقول القانون عن فلسطين والأردن من وقت "العثمانيين " الاتراك والي يومنا هذا كحد ادني، ولديه عقلية استراتيجية وطنيه بنت ستين في سبعين، واقصد الا يكون سكرتير وحامل شنطة سفر وكاتب استدعائيات ينفذ تعليمات خارجية، بل يكون الوزير "داهية فكرية “، قادر علي ادارة مستقبل الدولة الاردنية بدعم ومساعده استخبارية سياسية وحشد لكل طاقات أبناء الأردن في الداخل والخارج لان ما يحدث حاليا يقود الأردن الي داهية فعلية.

مؤتمرات إسرائيل خطيرة وعلى درجة عالية من الثقافة السياسية والتأريخ الموثق، والأردن كما بعض من العرب لا يقرأون ويكتفون بحناجر وتصفيق يطن الاذان لذبابة على خرطوم فيل يزن سبعة الاف كيلو جرام أي ألف وخمسمائة رطل.

إسرائيل تقود العالم العربي بنظرية الافيال، أي "الام الحاكمة" والتصفيق في الجهة المقابلة علي أشده للذبابة.

انتبهوا أيها الساسة