عام ١٩٥٢ حصل بول رينفيلد على دكتوراه في " نهر الأردن" تحدث عن المنطقة ونشأتها ومستقبلها واحقية اليهود التاريخية لتلك البقعة من الأرض حسب القانون الدولي الولايات المتحدة الامريكية والتي تحدثت ان حتى يوم ٢٤ ابريل ١٩٢٠ وحسب الخرائط والمخططات لم تكن حدود فلسطين محددة والتي كانت تضم فلسطين التاريخية شرق وعبر النهر وسيناء وجنوب سوريا وأجزاء من الصحراء العربية حتى العراق. وحصلت سيدة اردنية علي بعثة حكومية لنيل الماجستير في الرقص من نيويورك في الثمانينات!

ومن بعده بسنوات جاء هوارد جريف وهو محامي صهيوني، درس وتعلم ونشاء في مونتريال وتراس الجمعية الصهيونية للمحاميين ثم عاد وزوجنه الي تل ابيب، ليتحدث موثقا ذلك من جديد ومدعيا ان الحكومة البريطانية هي من ابتدعت رواية الدولتين، اليهودية والعربية لأنه وحتى ٢٤ ابريل ١٩٢٠ لا يوجد أي تعريف قانوني دولي لحدود فلسطين وهو مثبت في اتفاقية سان ريمو. (صفحة ١٩ من كتابه الصادر عام ٢٠٠٨ الأسس القانونية وحدود إسرائيل تحت القانون الدولي").

 كان بول ريبنفيلد عالما سياسيا وقاضيا دوليا ومحاميا. عمل كمندوب صهيوني في لجنة الانتداب الفلسطيني لعصبة الأمم من ١٩٣٧الي ١٩٣٩؛ ورئيس فخري لجمعية "لويس د. برانديز للمحامين الصهاينة"؛ وبصفته رئيسا للجنة السياسة القانونية "الأردن هي فلسطين " ذاع صيته واشتهر كواحد من اهم المحاميين العالميين في القانون الدولي والمدافعين عن حقوق إسرائيل واثبات حدودها حسب القانون وليس العواطف.

 

تلك اللجنة التي تدعي اثباتها عبر مراسلات بلفور، هيربرت صموئيل ، اتفاقات الملك فيصل وايزمان، الوثائق القانونية الدولية، الخرائط والطوابع الصادرة في عام ١٩٤٩ و بعدها جمعية "اريتز ازراؤل " لتضيف المزيد من الوثائق لدرجة ادخال الطوابع البريدية ضمن قضية الاثباتات و هي طوابع تحمل صورة الملك عبد الله و كتب عليها فلسطين و طوابع اخري تحمل صورة الملك الحسين صادره عام ١٩٦٤ و هي طوابع الدولة الأردنية تحمل صورة الملك حسين وخلفه صور فلسطين كدولة غير مقسمة [كل إسرائيل اليوم بالإضافة إلى الأردن اليوم]، و هو ما يتعارض مع مذكرات رئيس الديوان الملكي الأسبق و مستشار الملك الحسين عدنان أبو عودة الأخيرة و حديثه ان الملك الحسين لم يرغب يوما في ان يكون ملكا علي الضفتين .

واقصد حالة من تزوير وقائع تاريخية تقابلها حالة من تكذيب واقعة و اخفائها.

تكرم إسرائيل كتابها وقانونيها وباحثيها ومفكريها وتستقطبهم وتستفيد منهم وتستشيرهم بعد ان اهلتهم ووفرت لهم اكبر ساحات العلم و التعلم ، حيث كمثال حصل الدكتور بول على وسام "جابوتينسكي" الذي منحته دولة إسرائيل، كما ان إسرائيل وقفت معه ومولته و ساهمت في تحضير كل ما يلزمه حتي تصل الي نتيجة ان " الأردن هي فلسطين الدولية " في الوقت الأردن غير عابئ بأحد و يتشاطر في السب و الشتم و اصدار مقاطع مصورة لشتم من يقول ان الأردن هي فلسطين و / او يتحدث عن مؤتمر لوطن بديل او نظام بديل، و بعض من أدوات الاعلام و الصحافة في يد راسب توجيهي او سادس ابتدائي. 

صحيح ان الأردنيين والفلسطينيين ضد النظام البديل لكن المعالجات التي تتم في الساحة كمن يقوم بتشجيع جيش محارب وهو يحتسي كأسا من الخمر امام شاشة تلفاز وهو يداعب عشيقته التي تعمل مع جهار مخابرات الدولة المعادية، في الوقت الجنود الابطال في ساحة المعركة يقتلون احياء. لا قيمة لكل ما يقوم به ولا تأثير.

الدولة الأردنية تخسر يوميا بسبب سياسات التجهيل والجهلاء وإسرائيل تكسب مساحات في المجتمع الدولي وان كانت كما يحاول ان يدعي البعض ان "ملفاتها ومراجعها مزورة". ولكن في المقابل لا يوجد أي مراجع او وثائق من الطرف الاخر لدحض ذلك.

واقصد ان الدكتور بول قد دافع لسنوات عن أسس الاستيطان اليهودي في "يهودا" و "السامرة" و "منطقة غزة"، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأسباب قانونية، وبمقتضى القانون الدولي، و ليس بتصريحات و جمل عاطفية و ابواق من النفاق كما نري علي الساحة المقابلة التي لم يصدر كتابا توثيقيا واحدا مدعما باي قانون او وثيقة مثل هذا الجهد الخارق للدكتور بول و المحامي الصهيوني هوارد جريف. 

وخلافا لهذا الموقف، فإنه لا يمكن أن يسمى الدكتور بول والمحامي هوارد جريف دون قصد "الجناح الأيمن" والذي اليوم يعود في مؤتمر جذيذ ٬مؤكدا أن " الأردن هي فلسطين" ولا بد من إقامة النظام البديل.، في وقت الخلاف في الساحة هل الدبكة ام رقصة الصلصة القادمة من أمريكا اللاتينية هي الأهم منهجيا في الحياة السياسية.

على سبيل المثال المحامي الصهيوني الدكتور بول أعرب عن رأي مفاده أن "الفلسطينيين" هم إسرائيليون شرعيون، لأنهم، على ما يقال، هم فقط اليهود والعبرانيين من الدين أو العقيدة الإسلامية. وإذا ناهيك عن ذلك، وحقق السلام، فإن الشعبين سيعودان مرة أخرى، مع مرور الوقت، عن طريق الزواج شعبا واحدا". انتهي الاقتباس

ويتحدث المحامي هوارد جريف : أن ما جاء في مذكرة آرثر بالفور في ١١ أغسطس ١٩١٩: "يجب أن تمتد فلسطين إلى الأراضي الواقعة شرق الأردن". 

بلفور، الذي قاد الوفد البريطاني إلى مؤتمر باريس للسلام (في ١٩١٩) "حدد حدود" فلسطين في مذكرة إلى رئيس الوزراء لويد جورج في ٢٦ يونيو ١٩١٩ "في تحديد الحدود الفلسطينية، فالعقل هو الذي جعل السياسة الصهيونية ممكنة من خلال منح المجال الأوسع للتنمية الاقتصادية في فلسطين، وبالتالي يجب على الحدود الشمالية أن تعطي فلسطين القيادة الكاملة للقوة المائية التي تنتمي جغرافيا إلى فلسطين وليس إلى سوريا، في حين أن الحدود الشرقية يجب أن يتم رسمها لإعطاء أوسع نطاق للتنمية الزراعية على الضفة اليسرى من نهر الأردن، بما يتفق مع ترك سكة الحديد الحجازي تماما في حيازة العرب "

 تضيف الوثائق التي تدعي ان الأردن هي فلسطين الدولية: خريطة فلسطين، شرق، التي وضعها كوندر، الذي مسح شرق فلسطين، وبالتعاون مع لجنة صندوق الاستكشاف الفلسطيني، لندن، ١٨٨٩. و كتاب ستويانوفسكي، ، ولاية فلسطين ذي مانديت فور بالستين (لندن، نيو يورك، تورونتو١٩٢٨)، صفحة ٦٦ ، و الصفحات من ٢٠٤ الي ٢١٠ تتبث من خلال الوثائق و تشير الي ان " الأردن هو فلسطين الدولية".

إسرائيل ترصد كل كلمة وكل طابع، وكل حفلة زواج، وكل دخول حمام وكل طير فوق شجرة لأثبات عبر القانون ان إسرائيل صاحبة الأرض وان الأردن هي فلسطين الدولية وقد اشارت مسبقا ومؤخرا الي ما قاله الأمير الحسن: ان الضفة الغربية اردنية " لأثبات أن الأردن هي فلسطين ومطامع التوسع والسيطرة.

 

للعلم هوارد جيفري استدعي لكتابة عشرة أسطر من خطاب مناح بيجين اثناء اتفاقية السلام المصرية في كامب ديفيد والتي هي عبارة عن اتفاقية تم التوقيع عليها في ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن، كان من اهم من صاغ دقيقتان في خطاب رئيس وزراء إسرائيل شمعون بيريز فيما يشار إليه باسم معاهدة وادي عربة، والتي هي معاهدة وقعت بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والتي تمر بوادي عربة في ٢٦ أكتوبر ١٩٩٤.

 

المفاوضين الأردنيين تحدثوا وتحدثوا ثم تفاجئوا بالاتفاقات جاهزة للتوقيع وموافق عليه مسبقا،( حسب احاديثهم في جلسات خاصة ) ، ولهذا موقع اخر من الكتابة، علما انه لم يذكر فذلك في مذكرات رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد السلام المجالي وأن كان اسر بها قبل المذكرات وتغاضي عنها عند الكتابة. هذا هو الفرق الجوهري بين كيف تفكر إسرائيل وتؤرخ وكيف التوجه في الأردن والتفكير والتخوف من اظهار الحقيقة.

 

إسرائيل تفكر وتخطط وترسم سياساتها وتوثق وتتحرك في كل الاتجاهات محملة بأرشيف تاريخي قانوني ، مئات الالاف من الاوراق و الرسائل و خبراء اللغة و الحرف و الفاصلة و معانيها في الكتابة، والأردن “غائب طوشة “يتعامل بنظرية العزل و الانطواء عن التاريخ و الوثائق والخبراء و يستخدم " رد الفعل”، الا من مناوشات بسبب "مؤتمر في القدس تحدث عن الوطن البديل، علما انه منذ ١٩٥٢ والحديث دائر وكتب ووثائق متوافرة ولم يلتفت أحد، ورغم أن الوطن البديل قام والان الاتجاه الي النظام البديل وهو مرفوض جملة وتفصيلا ويحتاج الي معالجة من نوع اخر غير تلك التي تقوم بها الحكومة الحالية ومؤسسات الدولة.

 

في الثمانينات من القرن الماضي وعندما تقدم شخصا ما لنيل منحة لدراسة ماجستير في إدارة هندسة المطارات العسكرية اثناء المعارك الحربية في جامعة كرانفيلد وبعد اجتياز كل الاختبارات والحصول على الموافقة والقبول، وبعد ان وصل الي المراحل النهائية التنافسية (حسبما كان يعتقد حينها)، قررت الحكومة آنذاك ارسال سيدة فاضلة لدراسة " فنون الرقص في نيويورك " وعادت والحمد لله بتفوق ومنذ ذلك الحين والرقص الحكومي السياسي علي السلالم متواصلا. هذا أيضا الفرق في التفكير والتوجه والاعداد للمستقبل.

 

نجح المؤتمر في القدس قبل ان يبدأ في جعل تداول مصطلح " الوطن البديل " على كل لسان وهو ما يقال في التسويق " العلامات التجارية " فقد أصبح الوطن البديل علامة تجارية سياسية مثلا الكوكاكولا ومعجون اسنان كولينوس، أي انه جهز الساحة لتقبل الاسم والوضع، ولا اشك ابدا ان السيدة الفاضلة من ذهبت الي دراسة ماجستير فنون الرقص قد تجد من تؤدي دورا في اعلان تجاري راقص عن " الوطن البديل" بنظرية الروك اند رول الأمريكي و بالتالي تكون حكومة الثمانينات لديها فكرة مسبقة عن الوضع الراقص و خططت له!!!. عجبي و الله.

 

“شي غاد” يا حكومة ، استيقظي من الامزجة المتعددة فالقضية اخطر من تصريحات و ردود، وتعلمي من إسرائيل كمان و كمان، قبل الشكوى و التألم و الارتعاش والهلع و قبل ان تستيقظي فتجدي انه تم قرصنة ربان السفينة و حمولتها. 

 

وقتها لن يجدي حتى ذرف الدموع ولا رواية" رقصة الموت في فرانكفورت "حيث سينتهي حب اثنين للأبد حينها.

 

[email protected]