في لقاء السيد مسرور بارزاني مستشار مجلس امن كوردستان بالسيد فرانك بيكر السفير البريطاني في العراق اكد على ان حصول الكورد على حقوقهم سيكون عاملا للاستقرار واحقاق المساواة بين شعوب المنطقة، وهي الحقيقة التي يجب ان يعترف بها العالم المتمدن والمجتمع الدولي ويعمل بها خاصة ومنطقة الشرق الأوسط الملتهبة تمر بوضع شديد التعقيد والخطورة بسبب جملة عوامل بنيوية اعتبارا من الحدود والدول المصطنعة رغم إرادة مكوناتها، مرورا بالأنظمة الدكتاتورية القمعية والوحدة القسرية وانتهاء ببروز الإرهاب العالمي والحروب الطائفية والعنصرية الجارية بسبب الصراعات الإقليمية والدولية التي تدفع شعوب المنطقة ومكوناتها ثمن هذه الصراعات من دماء أبنائها وثروات بلدانها

لقد خلقت السياسات الاستعمارية السابقة والأنظمة الدكتاتورية وتجاهل إرادة مكونات المنطقة الاثنية والدينية كل المقدمات الضرورية لانفجار الوضع الحالي الذي لا يشكل خطرا على السلام والاستقرار في المنطقة وانما يهدد السلام والامن الدوليين ولعل أبرز الجرائم التي اقترفت بحق شعوب المنطقة هو حرمان الشعب الكوردي من حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة والتي كان ولايزال ممكنا ان تكون عامل أساسيا للسلام والامن والاستقرار ومواجهة قوى الإرهاب المنفلتة

ان حرمان شعب كوردستان بملايينه العديدة من حقه المشروع في تقرير مصيره بنفسه والعيش بكرامة على تراب وطنه المجزأ لا يمكن الا وان يكون سببا رئيسا من بين الأسباب العديدة الأخرى لزعزعة الامن والاستقرار والسلام في المنطقة واذا كانت الدول التي تقتسم كوردستان فشلت خلال قرن كامل في القضاء على الشعب الكوردي وطموحاته العادلة والمشروعة رغم كل الأساليب اللاإنسانية البشعة التي مورست ضده وضد حركته التحررية، فمن المؤكد انها لن تستطيع ذلك خلال القرن الحالي أيضا وسيستمر نزيف الدماء والثروات دون جدوى كما سيبقى أي حديث عن السلام والاستقرار الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط حديث خرافة

ان اعتراف العالم المتحضر والقوى الدولية الفاعلة بحقوق شعب كوردستان ومساعدته على نيل حريته وحقه في تقرير المصير سيكون الخطوة الأولى الصحيحة في معالجة مشاكل الشرق الأوسط ولضمان السلام والاستقرار فيه خاصة والشعب الكوردي يمثل اليوم الخط الامامي للعالم المتمدن في مواجهة الإرهاب الدولي كما يمثل الواحة الوحيدة للتعايش القومي والديني في صحراء الصراعات الطائفية والعنصرية المجنونة والمتخلفة التي تكاد تأتي على البقية الباقية من اثار التقدم الإنساني في المنطقة

كوردستان بموقعها الجيوسياسي المتميز ستشكل حاجزا يمنع احتكاك الحضارات العربية والإيرانية والتركية المتصارعة منذ اكثر من الف عام ولأنها موطنا للتعايش والتعددية الثقافية والدينية فإنها بالتأكيد ستساهم في دعم الاستقرار والسلام والعلاقات المتوازنة بين المكونات الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط ولقد ان الأوان ان يستفيد العالم من العامل الكوردستاني واستثماره لصالح السلام العالمي ولصالح الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ووضع حد نهائي للحروب والنزاعات الإقليمية المباشرة او بالوكالة ناهيك عما يشكله الاعتراف بالحقوق الإنسانية المشروعة لشعب كوردستان من احقاق للحق والعدالة والقيم الإنسانية ومبادئ الأمم المتحدة وحقوق الانسان.

[email protected]